الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

آداب زيارة المسجد النبوي والسلام على رسول الله

آداب زيارة المسجد النبوي والسلام على رسول الله r
 على الزائر لمسجد رسول الله r أن يتأدب بالآداب العامة والآداب الخاصة بهذا المسجد ، حيث يتسوك  ويتطهر ويلبس الثياب النظيفة ويمشي بالسكينة ويدخل المسجد بتقديم الرجل اليمنى ويسم الله ويسلم على صاحب هذا المسجد ويقول : " اللهم افتح لي أبواب رحمتك " ويصلي تحية المسجد ثم يدعو لنفسه ولجميع المسلمين  ثم يأتي المواجهة الشريفة ويصلي ويسلم على رسول الله r وعلى صاحبيه رضي الله عنهما مراعيًا الآداب اللازمة لذلك .وإليك آداب الزيارة التي يجب عليك اتباعها :
1.التزين عند الحضور إلى المسجد .
 لقد أمر الله ورسوله بأخذ الزينة عند الحضور إلى المسجد وبخاصة في صلاة الجمعة والعيدين ، والزينة ما يتزين به الإنسان  من ملبوس أو غيره من الأشياء المباحة ولا يسرف في ذلك . قال تعالى : (( يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ  ))
2. النهي عن دخول المسجد بالرائحة الكريهة .
  فيجب عدم الحضور إلى المسجد بالرائحة الكريهة كأثر تناول الثوم والبصل وغير ذلك من الأشياء التي تترك الرائحة الكريهة في فم الإنسان لما يترتب على ذلك من إيذاء الناس والملائكة الموجودين في المسجد .
قال r : " من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا ، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم " رواه مسلم .
3. استحباب التبكير
يستحب للزائر  أن يأتي المسجد مبكرًا ليتمكن من الصلاة في الصف الأول أو الروضة الشريفة وما يليها ، ومن تأخر فليجلس في أقرب مكان يجده ولا يتخطى رقاب الناس ولا يجلس في مداخل المسجد والممرات مادام في داخل المسجد سعة فإن ذلك يسبب منع الناس عن  الوصول إلى الأماكن الفارغة في المسجد .
فقد روي عن عبد الله بن بسر  t قال : جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي r يخطب ، فقال له النبي r : " اجلس فقد آذيت وآنيت ".
4. الدخول بالرجل اليمنى والخروج بالرجل اليسرى
يسن إذا أتى الزائر المسجد الدخول بالرجل اليمنى وأن يقول : بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم افتح لي أبواب رحمتك ،كما يسن له الخروج بالرجل اليسرى وأن يقول : بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم إني أسألك من فضلك .
كما روي عن أبي حميد t يقول : قال r : " إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي r وليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك ،  فإذا خرج فليقل : اللهم إني أسألك من فضلك ".
5.النهي عن الإسراع داخل المسجد وخارجه
جرت العادة أن أبواب المسجد تفتح صباحًا مع الأذان الأول فيجتمع الناس على أبواب المسجد ، فإذا فتح الباب تسابقوا إلى الصف الأول والروضة الشريفة جريًا فتحصل من ذلك السباق شرور وقلة أدب للمسجد والحضرة المقدسة وربما أفضى إلى المشاتمة والمخالفة وما يوقع في القلوب العداوة فهي قربة منكوسة .
كما روي عن أبي هريرة t عن النبي r قال : " إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة  والوقار ولا تسرعوا ، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا " ( متفق عليه )
6.النهي عن رفع الصوت
لا يجوز رفع الصوت في المسجد وعند قبره الشريف سواء بالصلاة والسلام عليه أو التلاوة والذكر ولا يناديه باسمه أثناء الصلاة والسلام عليه r . قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ))
وفي هذه الآيات أدب الله المؤمنين بالأدب الرفيع ونهاهم عن رفع الصوت في حضرته r سواء في خطابه أو في خطاب غيره و ذلك تعظيمًا وتوقيرًا لقدره الشريف.
7.  النهي عن الخروج من المسجد بعد الأذان
تفيد الأحاديث النبوية الشريفة أنه لا يجوز الخروج من المسجد بعد الأذان إلا لحاجة ، ومن خرج بغير حاجة وهو لايريد الرجعة فهو منافق .
عن عثمان بن عفان t قال : قال رسول الله r : " من أدركه الأذان في المسجد ثم خرج لم يخرج لحاجة  وهو لايريد الرجعة فهو منافق "  ( سنن ابن ماجه )
8.النهي عن البصاق في المسجد
إن التعاليم الإسلامية تحث على النظافة في كل شيء ، فعلى كل من يحضر إلى المسجد الاهتمام بإبقاء المسجد على نظافته وأن لا يترك فيه أثرًا تتأذى منه طبائع الآخرين ومراعاة لهذا الشعور كره النبي r أن يبصق أحد في المسجد، ومن اضطر إلى ذلك فليبصق في منديل أو نحوه.
فقد روى الشيخان عن أنس t قال: قال النبي  r : " البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها
9. تحية المسجد
  يُستحب للقادم أن يصلي ركعتين تحية للمسجد في الروضة الشريفة إن وجد له متسعا فيها وإلا فليصل في أي ناحية من نواحي المسجد ،  لما روي عن الشيخان عن أبي قتادة السلمي t أن رسول الله r قال : " إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس"(متفق عليه)
10.السلام على رسول الله r وصاحبيه رضي الله عنهما
يأتي الزائر الحجرة الشريفة ويقف مستقبلاً المواجهة الشريفة غاض الطرف في مقام الهيبة والإجلال فارغ القلب من علائق الدنيا مستحضرًا في قلبه جلالة موقفه ومنزلة من هو بحضرته فيصلي ويسلم على رسول الله r لما ورد في كتاب الله عز وجل من قوله تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
وفي ضوء هذه الآية الكريمة قال ابن تيمية : " وإذا قال في سلامه السلام عليك يا رسول الله ، يا نبي الله ، يا خيرة الله من خلقه ، يا أكرم الخلق على ربه ، يا إمام المتقين ، فهذا كله من صفاته بأبي هو وأمي r وكذلك إذا صلى عليه مع السلام عليه فهذا مما أمر الله به " وقال ابن تيمية أيضًا : " واتفق الأئمة على أنه يسلم عليه عند زيارته r وعلى صاحبيه لما روي عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال : " ما من أحد يسلم عليَّ  إلا رد الله روحي حتى أرد عليه السلام " قال ابن تيمية: حديث جيد وقال الألباني: حديث حسن .
وبعد أن يسلم على الرسول r يتقدم قليلاً ويُسلم على أبي بكر t  ثم يتقدم قليلاً أيضًا ويسلم على عمر t .
  11. أدب الدعاء
كلما أراد الزائر الدعاء فليدع لنفسه ولمن شاء بما أحب في الروضة الشريفة أو في أي مكان من المسجد ، ولا يدعو عند القبر  مستقبلاً القبر الشريف ، بل يستقبل القبلة .
12. النهي عن الصلاة إلى القبر الشريف
لا تجوز الصلاة إلى قبر النبي r لأن الكعبة قبلة المسلمين في الصلاة بنص الآية قال تعالى :(( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ َ ... )) سورة البقرة
وروى الشيخان عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول اللهr في مرضه الذي لم يقم منه : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " .
13. النهي عن التمسح بالحجرة وتقبيلها
لا يجوز التمسح بشبابيك الحجرة الشريفة وتقبيلها وإلصاق الصدر والبطن بها لأن الشريعة الإسلامية لا تقر بذلك . قال ابن تيمية : " اتفق العلماء على أن من زار قبر النبي r أو قبر غيره من الأنبياء والصالحين والصحابة وأهل البيت وغيرهم ، أنه لا يتمسح به لا يقبله ، بل ليس في الدنيا من الجمادات ما يُشرع تقبيلها إلا الحجر الأسود .
وقال الغزالي : " أما زيارة رسول الله r فينبغي أن تقف بين يديه وتزوره ميتًا كما تزوره حيًا ولا تقرب من قبره إلا كما كنت تقرب من شخصه الكريم لو كان حيًا وكما كنت ترى الحرمة في أن لا تمس شخصه ولا تقبله ، بل  تقف من بعد ماثلاً بين يديه ،فكذلك  فافعل ، فإن المس والتقبيل للمشاهد عادة النصارى واليهود " .
14. النهي عن الطواف بالحجرة الشريفة
إن الطواف نوع من العبادة المشروعة حول الكعبة المشرفة ، قال تعالى :  (( وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ )) فالطواف بغير الكعبة لم يشرعه الله بحال فليس في الأرض مكان يُطاف به كما يُطاف بالكعبة ، ومن اعتقد أن الطواف بغيرها مشروع فهو  شر من يعتقد جواز الصلاة إلى غير الكعبة فلا يجوز الطواف حول حجرة  النبي r باتفاق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق