الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

بناء المسجد النبوي وتوسعاته


بناء المسجد النبوي وتوسعاته
 أولاً / في وصف موضع المسجد وبنائه وتوسعته في عهد النبي r
وصف موضع المسجد قبل مقدم رسول اللهr . إن مصعب بن عمير t كان يُصلي بطائفة من المهاجرين والأنصار في موضع
 المسجد النبوي الشريف قبل مقدم رسول الله r المدينة ،فلما قدم رسول الله r المدينة صلى في ذلك الموضع وبناه فهو مسجده اليوم .
كما روى ابن سعد عن الزهري قال : بركت ناقة رسول الله r عند موضع مسجد رسول الله r ، وهو يومئذ يصلي فيه رجال من المسلمين ، وكان مِرْبَدا- موضع تُحبس فيه الإبل والغنم وغيرها – لسهل وسهيل غلامين يتيمين من الأنصار ، فدعا رسول الله r  بالغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدًا ، فقالا بل نهبه لك يا رسول الله ، فأبى رسول الله r حتى ابتاعه منهما بعشرة دنانير ، وأمر أبا بكر أن يعطيهما ذلك ، وكان جدارًا مُجدرًا ليس عليه سقف وقبلته إلى بيت المقدس ، وكان أسعد بن زرارة t بناه ، فكان يصلي بأصحابه فيه ويجمع بهم في الجمعة قبل مقدم رسول الله r .

 بناء المسجد بعد مقدم الرسول   rأُسس المسجد في ووسط المدينة في ربيع الأول ( 1 هـ ) على يد النبي r ، وكان طوله سبعين ذراعًا في عرض ستين ذراعًا أي ما يُقارب (35 مترًا ) في ( 30 مترًا ) ومساحته ( 4200ذراع مربع= 1050مترًا مربعًا ) وارتفاع سقفه خمسة أمتار ، وجعل الأساس من الحجارة والجدار من اللبن وكانت أعمدته من جذوع النخل وسقفه من الجريد وكان r يبني معهم وينقل اللبن والحجارة وهم يرتجزون ورسول الله معهم ، يقولون :
اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة                 فانصر الأنصار والمهاجرة                                                        
 وجعل له ثلاثة أبواب ، بابًا في مؤخر المسجد  الذي صار قبلة اليوم ، وبابًا يُقال له باب الرحمة وبابًا يُدعى بباب جبريل ، وجعل قبلته إلى بيت المقدس ، ولما حولت القبلة إلى الكعبة سد النبي r الباب الذي في مؤخر المسجد وفتح بابًا تجاهه وجعل سقف الأورقة الثلاثة من جهة المصلى بالجريد وترك باقيه رحبة.
توسعة المسجد بعد عودته r من خيبر ( التوسعة الأولى سنة 7 هـ ) . لما عاد النبي r من غزوة خيبر ، قام بأول توسعة في المحرم سنة سبع من الهجرة (7 هـ / 628م ) وذلك نظرًا لزيادة عدد المسلمين ، فزاد ( أربعين ذراعًا =20 مترًا في العرض وثلاثين ذراعًا = 15 مترًا  في الطول) حتى صار المسجد مربعًا مائة ذراع في مائة ذراع = 50 مترًا في 50 مترًا ، ومساحته عشرة آلاف ذراع =(2500م)²
ثانيًا/ توسعة المسجد في عهد عمر بن الخطاب t
قام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t بتوسعة المسجد وعمارته سنة ( 17هـ / 638م ) وزاد من جهة القبلة إلى نحو عشرة أذرع أي خمسة أمتار، وزاد من جهة الشمال ثلاثين ذراعًا أي خمسة عشر مترًا  وزاد من جهة المغرب نحو عشرين ذراعًا أي عشرة أمتار ولم يزد من جهة المشرق شيئًا ، وبهذا صار طول المسجد من جهة الشمال إلى الجنوب 140 ذراعًا = 70 مترًا وعرضه 120ذراعًا =60مترًا تقريبًا ، وارتفاع سقفه 11 ذراعًا وفتح باب السلام في أول الحائط الغربي من جهة الجنوب ، وفتح باب النساء في الحائط الشرقي ، وأمر بالحصباء – صغار  الحجارة وهي الحصى – فجيء به من وادي العقيق فبسط المسجد .
ثالثًا/ توسعة المسجد في عهد عثمان بن عفان t
قام الخليفة الثالث عثمان بن عفان t  بتوسعة المسجد وعمارته سنة ( 29هـ / 649م ) . وكانت الزيادة في كل من جهة القبلة والشمال والمغرب ، فزاد من جهة القبلة رواقًا ، وجعل جداره في القبلة موضع جداره اليوم . وهو منتهى الزيادات في هذه الجهة حتى الآن .وزاد من جهة المغرب رواقًا وهو الأسطوانة الثامنة من المنبر على الراجح وزاد من جهة الشمال عشرة أذرع ، وهكذا زاد في الجهات الثلاثة بمقدار عشرة أذرع – أي خمسة أمتار - . وبناه من الحجارة المنقوشة والجص ، وغطى سقفه بخشب الساج ، وجعل عمده من حجارة منقورة حشوها عمد الحديد والرصاص وبنى المقصورة على مصلاه من لبن وجعل فيها طيقانًا ينظر الناس منها إلى الإمام ، وكان يُصلي فيها خوفًا من الذي أصاب عمر t
رابعًا/ توسعة المسجد في عهد الوليد بن عبد الملك الأموي ( التوسعة الرابعة سنة 88-91 هـ )
أمر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عامله على المدينة المنورة عمر بن عبد العزيز رحمه الله بعمارة المسجد وتوسعته ، فبدأ البناء في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين ( 88هـ / 707م ) وانتهى سنة إحدى وتسعين للهجرة ( 91هـ / 710م ) وكان عمر بن عبد العزيز يشرف على جميع مراحل البناء ، وزاد من جهة المغرب أسطوانتين ، وذلك نحو عشرين ذراعًا – أي عشرة أمتار – وعليه استقر أمر الزيادة في المغرب ، وأدخل حجرات أمهات المؤمنين في المسجد ، وزاد من جهة المشرق ثلاث أساطين ، وذلك نحو ثلاثين ذراعًا- أي خمسة عشر مترًا - ، وزاد فيه من جهة الشمال ، وكان بناؤه من الحجارة المنقوشة ، وسواريه من الحجارة المنقورة ، وقد حشيت  بعمد الحديد والرصاص . وعمل للمسجد سقفين السقف العلوي والسفلي .أما السقف السفلي فكان من خشب الساج وارتفاعه خمسة وعشرين ذراعًا ، وذلك نحو اثني عشر مترًا ونصف .وامتازت هذه التوسعة ببناء المآذن الأربعة ، والمحراب المجوف ، وزخرفة حيطان المسجد من داخله بالرخام والفسيفساء ،وتذهيب السقف ورؤوس الأساطين وأعتاب الأبواب . والتوسعة في الجانب الشرقي وبناء السقفين للمسجد وفتح عشرين بابًا للمسجد
خامسًا/ توسعة المسجد في عهد المهدي العباسي ( التوسعة الخامسة سنة 161-165 هـ )
جاء الخليفة العباسي المهدي بن أبي جعفر للحج ، وزار المدينة المنورة ، ورأى ما عليه المسجد النبوي الشريف ، فأمر بعمارة شاملة للمسجد وتوسعته ، وولى أمره عبد الله بن عاصم بن عمر بن عبد العزيز ، فزاد في الجهة الشمالية فقط ، واستقر الأمر على ذلك ،- فلم يزد فيه حتى سنة ست وثمانين وثمانمائة للهجرة - واستمر العمل في البناء أربع سنوات حيث بدأ سنة إحدى وستين ومائة ، وانتهى سنة خمس وستين ومائة للهجرة  ( أي من سنة 779 إلى سنة 782م ) .
الحريق الأول للمسجد وعمارته روى السمهودي قصة الحريق الأول وملخصه :
  احترق المسجد النبوي ليلة الجمعة أول شهر رمضان سنة أربع وخمسين وستمائة ( 654هـ ) أول الليل لدخول أبي بكر بن الأوحد- أحد خدمة المسجد النبوي الشريف – في المخزن الذي في الجانب الغربي لاستخراج القناديل لمنائر المسجد الشريف وترك الضوء الذي كان في يده على قفص من أقفاص القناديل ،فاشتعلت النار فيه ، وأعجزه إطفاؤها ، وعلقت ببسط وغيرها، وعلا الالتهاب حتى علقت بالسقف مسرعة آخذة قبله ، وأعجلت الناس عن إطفائها بعد أن نزل أمير المدينة واجتمع معه غالب أهلها ، فلم يقدروا على إطفائها ، وما كان إلا أقل من القليل حتى استولى الحريق على جميع سقف المسجد ، وما احتوى عليه من المنبر النبوي والأبواب والخزائن والمقاصير والصناديق . فبدأت العمارة في عهد الخليفة العباسي المستعصم بالله سنة خمس وخمسين وستمائة ( 655 / 1257م ) إلا أنها لم تتم بسبب غزو التتار واستيلائهم على بغداد .
فتولى سلطان مصر واليمن إكمال هذا المشروع المبارك ، وقد كان للسلطان الظاهر ركن الدين بيبرس دورًا بارزًا في ذلك ، حيث إنه كمل سقف المسجد كما كان قبل الحريق سقفًا فوق سقف .
سادسًا / الحريق الثاني للمسجد وعمارته في عهد الأشرف قايتباي ( التوسعة السادسة سنة 886-888 هـ )
انتقل أمر المدينة المنورة إلى ملوك مصر بعد نهاية الخلافة العباسية سنة ( 656هـ ) فلم يزل ملوكها يهتمون بعمارة هذا المسجد الشريف  ومن أعظمهم همة في ذلك السلطان الأشرف قايتباي .
احترق المسجد النبوي ثانيًا في الثلث الأخير من ليلة الثالث عشر من شهر رمضان عام ست وثمانين وثمانمائة ( 886هـ/ 1481م )وقد قام رئيس المؤذنين شمس الدين بن الخطيب يهلل بالمنارة الرئيسة مع بقية المؤذنين ، وقد تراكم الغيم وحصل رعد قاصف فسقطت عاصفة أصابت بعض هلال المنارة الرئيسة فسقط شرقي المسجد ، له لهب كالنار وانشق رأس المنارة ، وتوفي رئيس المؤذنين لحينه صعقًا ، وأصاب ما نزل من صاعقة سقف المسجد الأعلى عند المنارة المذكورة ، فعلقت النار فيه وفي السقف الأول ، ففتحت أبواب المسجد ونودي بأن الحريق في المسجد ، فاجتمع أمير المدينة وأهل المدينة بالمسجد كلهم ، وصعد أهل النجدة بالمياه لإطفاء النار ، وقد التهبت آخذة من الشمال والغرب ، فعجزوا عن إطفائها ، وكادت تدركهم فهربوا ونزلوا بما كان معهم  من الحبال لاستقاء الماء إلى شمال المسجد وعظمت النار جدًا واستولت على سائر سقف المسجد وما فيه من خزائن الكتب والربعات والمصاحف غير ما بادروا بإخراجه وغير القبة التي بالصحن ، وصار المسجد كبحر لجي من النار ترمي بشرر كالقصر  .
  فقام السلطان الأشرف قايتباي بعمارة شاملة للمسجد والتي اكتملت في أواخر رمضان سنة ثمان وثمانين وثمانمائة ( 888هـ/ 1483م ) ووسع الجانب الشرقي الذي يلي المقصورة بمقدار ذراعين وربع ذراع . وعمل للمسجد سقفًا واحدًا ، ارتفاعه اثنان وعشرون ذراعًا – أي ما يقرب من أحد عشر مترًا .
سابعًا / العمارة المجيدية ( التوسعة السابعة سنة 1265-1277هـ )
تولى الخلفاء العثمانيون أمر المسجد النبوي الشريف بعد نهاية حكم المماليك في مصر سنة ( 923هـ / 1517م )  فقاموا بترخيم بعض الجدران والأسطوانات وتجديد بعض الأبواب والجدران وإعادة بناء القبة الخضراء وإصلاحات أخرى ، وظلت عمارة السلطان قايتباي ثلاثمائة وسبع وسبعين سنة حتى بدا بعض التصدع في أجزاء من المسجد فكتب شيخ الحرم في ذلك الوقت وهو داود باشا إلى السلطان عبد المجيد الأول ابن سلطان محمود الثاني العثماني الذي تولى الخلافة سنة 1255هـ  وأخبره بحاجة المسجد النبوي الشريف إلى إعادة البناء ، فأرسل رمزي أفندي وعثمان أفندي المهندس لإجراء كشف شامل للمسجد وتحديد ما يلزم للبناء ، وكان ذلك سنة ألف ومائتين وخمس وستين ( 1265 / 1848م)  واستعانا بأهل المدينة في التحقيق في حاجة المسجد النبوي الشريف للعمارة والتجديد ، فرجعا إلى الآستانة ، وأخبرا السلطان عبد المجيد بصدق حاجة  المسجد النبوي الشريف إلى العمارة والتجديد ، فعند ذلك جد السلطان وأرسل حليم أفندي واليًا على العمارة وبعث معه المهمات اللازمة من الآلات والنقود ومجموعة من الخبراء والحجارين والعمال .
وقد تمت هذه العمارة الميمونة سنة ألف ومائتين وسبع وسبعين ( 1277هـ / 1861م ) في شهر ذي الحجة على يد متوليها أسعد أفندي ، والحمد لله على ذلك
ثامنًا / التوسعة و العمارة السعودية الأولى ( التوسعة الثامنة سنة 1368-1375هـ )
أصدر جلالة الملك عبد العزيز آل سعود تعليمات بعمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف وفي 13 من شهر ربيع الأول عام 1372 هـ قام سمو ولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله بوضع حجر الأساس للعمارة والتوسعة نيابة عن جلالة والده ، وحضر حفل وضع حجر الأساس عدد من ممثلي الدول الإسلامية .
ولما تولى الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الحكم بعد وفاة أبيه أحب أن يطلع على سير العمارة بنفسه ، ففي ربيع الأول من  عام 1373 هـ قام جلالته بجولة تفقدية لأعمال البناء وتشرف بوضع أربعة أحجار  في إحدى زوايا الجدار الغربي لمبنى التوسعة ، ووضع الوثائق التاريخية  والخرائط وبعض قطع من النقود الذهبية والفضية في داخل الركن الأساسي .  فأزيلت الأروقة الشمالية من البناء المجيدي بمساحة قدرها (6246م )² وأضيفت إليها مساحة (6024م )² وتم هذه العمارة ما بين ( 1368- 1375هـ ) وبلغت الطاقة الاستيعابية للمسجد ( 28000 ) مصل وهذه التوسعة عبارة عن مبنى مستطيل طوله ( 128 م )
  وعرضه ( 91 م ) ، ويتوسطه من الشرق إلى الغرب جناح مكون من ثلاثة أروقة ،واستمرت أعمال البناء إلى بناء التوسعة السعودية الأولى في الحلة النهائية في أوائل سنة 1375هـ  وقام الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود بافتتاح مبنى التوسعة في 5 ربيع الأول سنة 1375هـ وأقيم بهذه المناسبة حفل برعايته وحضور ممثلين عن عدد من الدول الإسلامية .
 وفي أثناء التوسعة السعودية الثانية  تم نصب اثنتي عشرة مظلة في صحن هذا البناء ، وهي قابلة للفتح والإغلاق بالتحكم آليًا .
تاسعًا / التوسعة السعودية الثانية ( التوسعة التاسعة سنة 1405-1414هـ )
 قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود" رحمه الله " بوضع حجر الأساس لمشروع التوسعة السعودية الثانية ، وقد كتب عليه : " بسم الله " وهو الآن مثبت بجانب المدخل الغربي للمقصورة التي بنيت في الجهة القبلية من العمارة المجيدية ،، وتليه لوحة من الحجر مكتوب عليها : بسم الله الرحمن الرحيم
(( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ  )) صدق الله العظيم .
  بفضل الله تعالى تشرف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله  بوضع حجر الأساس لمشروع  توسعة وعمارة  المسجد النبوي الشريف (التوسعة السعودية الثانية ) في يوم الجمعة 9/ 2 / 1405 هـ الموافق 2/ 11 / 1984 هـ .وقد بدأ العمل التنفيذي في هذا المشروع في شهر محرم عام 1406 هـ/ 1985م واكتمل في زمن قياسي حيث اكتمل البناء في عام 1414هـ / 1994م عندما وضع خادم الحرمين الشريفين آخر لبنة في هذا المشروع المبارك وهي مثبتة بجانب المدخل رقم ( 38 ) المجاور لباب النساء مكتوب عليها ما يلي : " بسم الله وعلى بركة الله .وتأسيا برسول الله سيدنا محمد r قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود بوضع  آخر لبنة يوم الجمعة 4/11/ 1414هـ الموافق 15/ 4/1994مفي توسعة مسجد رسولالله r خدمة للإسلام والمسلمين .والحمد لله رب العالمين .
أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف في مشروع توسعة وعمارة خادم الحرمين الشريفين أضيف مبنى جديد إلى المسجد بمساحة ( 82000 )م² تستوعب حوالي (150000) مصل ، فأصبح إجمالي مساحة المسجد ( 98326) م² وتتسع لـ ( 178000) مصل ويضاف إلى ذلك إمكانية الصلاة على سطح المسجد ومساحته ( 67000) م² منها (8750) م² مساحة الأفنية المغطاة بالقباب فتبقى ( 58250 ) م² مهيأة  للصلاة وتستوعب ( 90000 ) مصل . فأصبح مجموع المساحة المبنية والمهيأة للصلاة في المسجد ( 576, 156) م² (000   , 68 ,2 ) مصل . أي حوالي تسعة أضعاف ما كان يستوعبه المسجد بعد التوسعة السعودية الأولى . فتعتبر توسعة وعمارة خادم الحرمين الشريفين للمسجد النبوي الشريف أكبر توسعة شهدها التاريخ ويضاف إلى ذلك مساحة الساحات المحيطة بالمسجد وتبلغ ( 000 , 235) م² وقد هيئ بعضها للاستفادة منها في وقوف المصلين بمساحة قدرها ( 000 , 135 ) م² وهي تستوعب ( 000  , 430 ) مصل .وهكذا يرتفع مجموع عدد المصلين في المسجد والساحات حوله إلى أكثر من ( 000 ,98 ,6 )مصل .
وصف عام لمبنى التوسعة الثانية    إن توسعة وعمارة خادم الحرمين الشريفين للمسجد عبارة عن مبنى ضخم يحيط العمارة السعودية الأولى من جهات ثلاث حيث يبدأ البناء في الجهة الشرقية من محاذاة باب النساء إلى نهاية التوسعة شمالاً ، وكذلك يبدأ في الجهة الغربية من محاذاة باب الرحمة إلى نهاية التوسعة شمالاً ، وبقي مقدم المسجد على وضعه وبنائه القديم ولعل ذلك ليبقى البناء المجيدي  ومعالمه واضحة .
وصممت الأعمدة والأروقة والسقف وزخارفها في هذه العمارة بحيث تتناسب وتتناسق مع نظيراتها في العمارة السعودية الأولى ، وقد تم توحيد هاتين العمارتين بوصل سقفهما وتكسير بعض الأجزاء من الحوائط الخارجية للعمارة السعودية الأولى فأصبح المبنيان مبنى واحدًا وانسجمت الأروقة مع الإطار العام للمسجد . وغطيت الجدران الخارجية بالجرانيت .
وأقيمت في هذه التوسعة ست مآذن جديدة تتناسق مع المئذنتين في العمارة السعودية الأولى . وغطي الجزء السفلي منها بالجرانيت وتتكون هذه العمارة من البدروم والدور الأرضي والسطح ، وخصصت لكل دور مداخل ومخارج حسب صلاحية كل دور ونوعية الاستفادة منه . وقد زود مبنى التوسعة بعديد من الأنظمة المتطورة ، منها أنظمة كاميرات تلفزيونية في دوائر مغلقة حديثة ، وأنظمة طاقة كهربائية دائمة واحتياطية ، وأنظمة حديثة لإطفاء الحريق والتغذية بالماء العذب وأنظمة للصرف الصحي . وقد تم وضع نظام لنقل صوت الإمام إلى كافة أنحاء المسجد وذلك بواسطة مكبرات الصوت التي تعمل من خلال أنظمة الكترونية متطورة موزعة على كافة المساحات بشكل دقيق يضمن وضوح الأصوات وعدم تداخلها وفقًا لأحدث الأساليب العلمية ، ومن مميزات التصميم أن السماعات ( الميكرفونات ) ركبت داخل التيجان النحاسية للأعمدة بحيث لا يلحظها أحد ، ويتم التحكم فيها من خلال غرفة تحكم مركزية في الدور السفلي ، ويديرها خبراء وفنيون بصفة مستمرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق