الأحد، 23 أغسطس 2009

الزهراوي

الزهراوي

( 327 - 404هـ ، 938 - 1013م )

نسبه ومولده ...

خلف بن عباس، أبو القاسم الزهراوي. طبيب عربي أندلسي حاذق، وجراح ماهر يعدّ أعظم الجراحين العرب على الإطلاق، وصيدلي مدقق، حسن المشاهدة والتجارب في آن واحد، ولد في الزهراء العاصمة الأندلسية الجديدة عام327هـ وفيها مارس المهنة والتعليم، فنسب إليها.

مكانته العلمية ...

كان الزهراوي طبيبًا عالمًا وجراحًا رائدًا نال في عصره شهرة كبيرة وبقي صيته يدوي في أوروبا عصورًا طويلة . ترجمت آثاره إلى اللغات الأوروبية ودرست في معاهد الطب ، كما تأثر به الجراحون واقتبسوا عنه ، معترفين له باختراعاته لآلات جراحية عديدة ، مؤكدين أهمية تجاربه وآرائه الطبية والجراحية .

يقول العالم الفيزيولوجي الشهير ( هالر ) مؤكدًا : كانت كتب أبي القاسم الزهراوي المصدر العام الذي استقى منه جميع من ظهر من الجراحين ، بعد القرن الرابع عشر ، وترانا مدينين لأبي القاسم بكثير من الآلات الجراحية ، التي تظهر صورها في كتبه.

موسوعته الطبية ...

ألّف الزهراوي " التصريف لمن عجز عن التأليف " ، ويعد كتابه موسوعة طبية فهو ثلاثون جزءًا جعله الزهراوي ثلاثة أقسام : قسم في الطب ، وقسم في الجراحة ، وقسم في الصيدلة ، وقد زين قسم الجراحة بصور الآلات الجراحية ، فكان أفضل دليل للأطباء العاملين في " الصناعة الطبية " أي الجراحة بفروعها . أما منهجه فعلمي موثق ،لم يفته ذكر المصادر التي اعتمدها لكتابه أو توكأ عليها كما كان لتجاربه وملاحظاته جانب مهم في معلوماته الطبية .

وهو كتاب جامع لأبواب الطب كلّها ظلّ طوال خمسمائة عام عمدة المشتغلين بالجراحة في أوروبا، وهو يشتمل على ثلاثين مقالة جامعة للعلوم الطبية المعروفة آنذاك. وقد تكلّم فيه عن جراحة العين والأذن والفتق، وعن تفتيت الحصى في المثانة، وعن تعقيم الجراح، وتشريح الأجسام ميّتة وحيّة. وضمّن بعض فصول كتابه رسومًا لآلات جراحية، يزيد عددها على مائتين.

بحث الزهراوي في المقالة الثلاثين من كتابه، وهي الأخيرة، والأكثر شهرة، عمل اليد والصناعة الجراحية في أحوال الجبر والكسر والخلع والكي والفصد والجراحات، إذ كانت هذه الصناعة متدنية متروكة تكاد تندرس سوى رسوم يسيرة باقية في كتب الأوائل. فأحيا الزهراوي هذه الصناعة وهي رميمة، لتقف وسط المهن الصحية الأخرى تنافسها وتنهض بها لخير النتائج والأفعال.

من انجازاته الطبية والجراحية ...

في جراحة الفك وطب الأسنان .

بحث في خلع أصول الأضراس وإخراج عظام الفكوك المكسورة ، ونشر الأضراس النابتة على غيرها وعلى غير مجراها الطبيعي .كما بحث في تشبيك الأضراس بخيوط الذهب والفضة . وفضل استخراج الأسنان بلطف، كما بحث الزهراوي في أمراض اللثة وتسوس الأسنان وتقيح جذورها .

في الجراحة العامة .

بحث الزهراوي في النزيف ووصف ضرورة إيقافه بواحدة من أربعة : " الكي أو البتر أو الربط وثيقًا بخيوط أو وضع أدوية عليه تقطع الدم ، وكان أول من اكتشف ووصف مرض نزف الدم المسمى " هيموفيليا " .

لقد شهد العلماء المعاصرون بأهمية الأساليب التي استخدمها الزهراوي في جراحة الأسنان ، أو في الجراحة العضوية العامة ، وكان لملاحظاته دور في تقدم خطوات الجراحة فيما بعد . وقد كان الزهراوي بذلك طبيبًا معلمًا وجراحًا حاذقًا ومخترعًا نابغة .

مؤلفاته ...

التصريف لمن عجز عن التأليف وهو من أشهرها، و تفسير الأكيال والأوزان؛ المقالة في عمل اليد؛ مختصر مفردات خلف بن عباس الزهراوي وخواصها.

إعداد ... طلال صالح العلوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق