الأحد، 23 أغسطس 2009

الرازي

الرازي

( 250 – 320 هـ ، 864- 924م).

نسبه ومولده ...

محمد بن زكريا أبوبكر الرازي، ولد في مدينة الري جنوب طهران عام 250 هـ تقريبًا ، ثم انتقل إلى بغداد.

طلبه للعلم ...

درس الطب في حوالي الثلاثين من عمره ، حين انقطع لدراسة الطب والكيمياء والحكمة . ثم تولى رئاسة بيمارستان الري (مستشفاها العام) يعد الرازي طبيبًا من الدرجة الأولى، فهو طبيب الإسلام بل أعظم الأطباء في الدولة الإسلامية وفي الشرق والغرب، في العصور الوسطى.

إنجازاته واكتشافاته ...

في الجراحة كان للرازي انجازات مهمة ، عرفنا منها استخدامه لـ " فتيل الجرح " ولمصارين الحيوانات في خياطة الجروح وقد قدم بذلك للجراحة الحديثة خدمات أساسية . وامتيازه العلمي هذا جعله الأبرز من بين مئة طبيب اختارهم الخليفة عضد الدولة لمستشفاه الجديد ، فسلم إليه إدارة المستشفى عن ثقة بجدارته وعلو مكانته .

كما يعد الرازي الرائد العربي الأول في علم الكيمياء ، استطاع من خلال تجاربه المخبرية التي سجلها : كالتقطير والتصعيد والتشميع والتكليس والاحتراق ، تحضير : عدد من الأحماض والسوائل السامة من روح النشادر والكحول ، وأكبر إنجاز حققه في علم الكيمياء كان تحضيره لزيت الزاج أي " حمض الكبريتيك " وهو أهم مادة تدخل الصناعة اليوم .

واهتم الرازي أيضًا بالعلوم الفيزيائية فاشتغل بتعيين الكثافات النوعية لبعض السوائل ، واقترح لقياسها ميزانًا خاصًا أسماه : " الميزان الطبيعي " .

قصة اللحم الفاسد ...

نال الرازي إعجاب الأطباء في عصره ، فتقدمهم حين اختاره الخليفة العباسي المكتفي بالله كي يدله على أفضل الأمكنة لإنشاء البيمارستان أي المستشفى . فعمد إلى أربع قطع لحم وزعها في أربع نواح من مدينة بغداد وانتظر وهو يراقبها حتى عيَّن آخر قطعة فسدت منها ، فأشار إلى أن مكان هذه القطعة هو الأفضل مناخًا لإقامة المستشفى .

أسلوب الرازي الطبي ...

هو أول من وصف الحصبة والجدري وفرق بينهما ، مشيرًا إلى إمكانية انتقالهما بالعدوى . وقد وصف تشخيصه لهذين المرضين بدقة مؤكدًا أهمية فحص النبض والقلب والتنفس والبول والبراز عند المريض . وفي دراسة العلماء لأسلوب الرازي في " الطب السريري " إعلانه لريادته في هذا الحقل وإثبات لدوره في إبراز هذه الوسيلة الطبية الجديدة التي فصلت علم الطب عن علم الصيدلة . إذ أحدث الرازي أسلوب تشخيص المرض بعد إجراء فحوصات واختبارات معينة ثم كتابة ذلك في تقرير خاص بالمريض مع " وصفة " للدواء تؤخذ من عند الصيدلي .

كتاب الحاوي ...

من بين أهم كتبه التي نشرت بعد وفاته كتاب " الحاوي " ، وهو في ثلاثين مجلدًا ، جمع فيه الرازي طب اليونان وطب الهنود ، مضيفًا إليهما ثمرات تجاربه وملاحظاته . ومن الأمراض التي تعرض لها في كتابه : " السكتة والفالج وأوجاع العصب واسترخائه والصرع والكابوس والتشنج وأمراض العيون والأنف والحنجرة والأسنان " . وكان الرازي يصف أعراض كل مرض وما يناسبه لمداواته من علاجات وأغذية ، ممثلاً على ذلك بتجاربه الميدانية .

نال كتاب " الحاوي " شهرة عالمية أوصلته إلى مكتبة كلية الطب في باريس في عهد الملك لويس الحادي عشر ، ( بعد الرازي بخمس مائة سنة ) ويحكى أن هذا الملك من فرط إعجابه بالكتاب طلبه من المكتبة لينسخ له أطباؤه نسخة منه .

قالوا عنه ...

يقول البروفيسور جورج سارتون في كتابه " المدخل إلى تاريخ العلم " : " إن الرازي طبيب عبقري بالإضافة إلى تفوقه في علم الكيمياء .. وهذا يظهر من إنتاجه العلمي في هذين الميدانين .. ويعتبر الرازي من أوائل الأطباء الذين استخدموا معلوماتهم الكيميائية في الطب ، وهو بدون شك أعظم طبيب أنجبته الحضارة الإسلامية " .

وقال عنه رام لاندو في كتابه : " مآثر العرب في النهضة الغربية " : " إن الرازي هو أول من شخص مرضى الحصبة والجدري ، فهو علامة عصره وكل العصور .. فلقد ألف موسوعة طبية تفوق جميع مؤلفات السابقين واللاحقين .. كما ظل حجة الطب في الغرب والشرق حتى القرن السابع عشر الميلادي دون منازع " .

كما أن ابن أبي أصيبعة في كتابه " طبقات الأطباء " كنى الرازي : " بجالينوس العرب " ولخص أقواله المأثورة في العلاج على النحو التالي :

أ‌- ينبغي للطبيب أن يوهم المريض أبدًا بالصحة ويرجيه بها ، وإن كان غير واثق بذلك ، فمزاج الجسم تابع لأخلاق النفس .

ب‌- متى كان اقتصار الطبيب على التجارب دون القياس وقراءة الكتب خذل .

ت‌- مهما قدرت أن تعالج بدواء مفرد ، فلا تعالج بدواء مركب .

ث‌- الحقيقة في الطب غاية لا تدرك ، والعلاج بما تنصه الكتب دون أعمال الماهر الحكيم برأيه خطر .

ج - إن استطاع الحكيم أن يعالج بالأغذية دون الأدوية فقد وافق السعادة .

ح - إذا كان الطبيب عالمًا والمريض مطيعًا ، فما أقل لبث العلة .

مؤلفاته ...

من مؤلفات الرازي غير كتاب الحاوي الشهير :

كتاب الأسرار في الكيمياء .

كتاب من لا يحضره الطبيب . والذي عرف بطب الفقراء وهو يبحث في الإسعافات الأولية .

رسالته المشهورة في الحصبة والجدري ، وهذه الرسالة تحتوي على روائع الطب الإسلامي .. وصف فيها الحصبة والجدري وأعراضهما وكيفية التفرقة بينهما .

الطب الروحاني .

كتاب دفع مضار الأغذية .

كتاب الكافي في الطب .

كتاب المدخل إلى الطب .

إعداد ... طلال صالح العلوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق