الثلاثاء، 18 أغسطس 2009
الإمام محمد بن إسماعيل البخاري
نسبه وولادته ...
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبدالله. الإمام الحافظ صاحب الجامع الصحيح المعروف بصحيح البخاري ، أمير المؤمنين في الحديث ولقد لقبه بهذا اللقب غير واحد من أئمة السنة . ولد في بخارى سنة 194 هـ تقريبًا ، ونشأ يتيمًا.
طلبه للعلم ...
قام برحلة طويلة في طلب العلم ،رحل إلى الحجاز فأدى فريضة الحج وأقام في مكة والمدينة ولما يبلغ السادسة عشرة بعد ، ليسمع الحديث من أئمته وسافر إلى بغداد والبصرة والكوفة ومصر والشام .كان آية في الحفظ وسعة العلم والذكاء. قالوا : لم تخرج خراسان مثله. سمع الحديث ببخارى قبل أن يخرج منها ، سمع نحو ألف شيخ، أشهرهم أبو عاصم النبيل والأنصاري ومكي بن إبراهيم وعبيدالله بن موسى وغيرهم. روى عنه خلائق لا يحصون ـ كما يقول الذهبي ـ منهم الترمذي وإبراهيم بن إسحاق الحربي وابن أبي الدنيا والنَّسفي وابن خزيمة والحسين والقاسم ابنا المحاملي وغيرهم.
كان البخاري عالمًا في التاريخ والحديث واللغة والفقه والرجال ، أخذ عنه كثيرون منهم : الترمذي ، ومسلم ، والنسائي .
قصة في قوة حفظه ...
ويروى عن تمرسه بالروايات والأسانيد هذا الخبر الذي نقلته كتب التاريخ : " اجتمع علماء بغداد حين قدم عليهم البخاري وعمدوا إلى مئة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا لإسناد آخر ، وإسناد هذا لمتن آخر ، ودفعوها إلى عشرة أنفس ، إلى كل رجل عشرة ، وأمروهم إذا حضروا المجلس يلقون ذلك على البخاري . وأخذوا الوعد للمجلس ، فحضر المجلس أصحاب الحديث من الغرباء من أهل خراسان وغيرهم من البغداديين ، فلما أطمأن المجلس بأهله . انتدب إليه رجل من العشرة ، فسأله عن حديث ، فقال البخاري : لا أعرفه ، فسأله عن آخر ، فقال لا أعرفه . فما زال يلقي عليه واحدًا بعد واحد حتى فرغ من عشرته . والبخاري يقول له : لا أعرفه فكان الفهماء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون : فهم الرجل ، ومن كان فهم غير ذلك يقضي على البخاري بالعجز والتقصير وقلة الفهم . ثم انتدب إليه رجل آخر من العشرة ، فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة . فقال البخاري : لا أعرفه فلم يزل يلقي عليه واحدًا بعد واحد حتى فرغ من عشرته . والبخاري يقول له : لا أعرفه . ثم انتدب إليه الثالث والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة . والبخاري لا يزيدهم على : لا أعرفه . فلما علم البخاري أنهم قد فرغوا ، التفت إلى الأول منهم ، فقال : أما حديثك الأول فهو كذا وحديثك الثاني فهو كذا و الثالث والرابع على الولاء ، حتى أتى على تمام العشرة ، فرد كل متن إلى إسناده ، وكل إسناد إلى متنه .وفعل بالآخرين مثل ذلك ، ورد متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها ، و أسانيدها إلى متونها ، فأقر له الناس بالحفظ ، وأذعنوا له بالفضل .
قالوا عنه ...
· قال فيه الترمذي : " لم أر في العلل والرجال أعلم من البخاري .
· وقال ابن خزيمة : " ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله من محمد بن إسماعيل البخاري " .
· وجاءه مسلم بن الحجاج وقبله بين عينيه وقال : " دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين ، وسيد المحدثين ، وطبيب الحديث في علله " .
صحيح البخاري ...
أهم كتبه : " الجامع الصحيح " الذي هو أصح الكتب بعد القرآن العظيم ، سمعه من أكثر من سبعين ألفًا ، وظل يشتغل في جمعه ست عشرة سنة .
جمع البخاري ما وثق برواته. وهو أول من وضع في الإسلام كتابًا على هذا النحو. وهو أوثق كتب الحديث الستَّة. وسبب تأليفه ذكره البخاري في قوله: كنت عند إسحاق بن رَاهَوَيه فقال بعض أصحابنا: لو جمعتم كتابًا مختصرًا لسنن النبي فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع هذا الكتاب ، وقد رتب البخاري صحيحه على ترتيب علم الفقه .
ولصحيح البخاري شروح كثيرة ذكر منها في " كشف الظنون " اثنان وثمانون شرحًا ، أفضلها شرح ابن حجر العسقلاني المسمى : " فتح الباري " ، وشرح القسطلاني المسمى : " إرشاد الساري " وشرح العيني المسمى : " عمدة القاري " .
وفاته ...
أقام البخاري في أواخر حياته في بخارى ثم انتقل إلى قرية من قرى سمرقند ـ فمات فيها رحمه الله ، نسأل ربنا عز وجل أن يجزيه خير الجزاء جزاء ما قدم لدينه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركةالمشاركة في Twitterالمشاركة في Facebookالمشاركة على Pinterest
مرسلة بواسطة Unknown في 11:55 ص
التسميات:
علماء وأعلام الإسلام
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق