الثلاثاء، 18 أغسطس 2009

الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري

نسبه وولادته ... هو الإمام الكبير الحافظ الحجة الثقة أبو الحسين، مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد كوشاذ، القشيري النسب، النيسابوري الدار، والقشيري نسبة إلى قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة قبيلة كبيرة من هوازن من العدنانية كما قال القلقشندي. ونيسابور مدينة من خراسان.ولد الإمام مسلم في نيسابور سنة 204 هــــ على الأرجح. طلبه للعلم ... كان أول سماعه سنة 218هـ. ، رحل إلى الحجاز ومصر والشام والعراق. لقي من الشيوخ جمعًا ، منهم إسحاق بن راهويه وزهير بن حرب وأبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن المديني ومحمد بن يحيى القطعي، وقد ذكر الذهبي عشرات منهم في سير أعلام النبلاء. وقد لازم الإمام مسلم شيخه البخاري لما قدم البخاري نيسابور، وكان مسلم – رحمه الله – يقفو طريق البخاري وينظر في علمه ويحذو حذوه، حتى قال الدارقطني: لولا البخاري ما راح مسلم ولا جاء.وقال أحمد بن حمدون القصار: رأيت مسلم بن الحجاج جاء إلى البخاري فقبل بين عينيه وقال: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، ويا سيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله، ثم سأله عن حديث كفارة المجلس فذكر له علته فلما فرغ قال مسلم: لا يبغضك إلا حاسد، وأشهد أن ليس في الدنيا مثلك.وكان مسلم – رحمه الله- ينافح ويناضل عن شيخه البخاري – رحمه الله – وكان يقدمه على جميع شيوخه. أما الراوون عنه فكثيرون منهم الترمذي وإبراهيم بن سفيان وأبو بكر بن خزيمة ومحمد بن مخلد العطار وغيرهم. مكانته وثناء العلماء عليه ...أجمع العلماء على جلالته وإمامته وثقته وعلو مرتبته وحذقه في الصناعة الحديثية.قال أبو قريش الحافظ: سمعت محمد بن بشار يقول: حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بنيسابور، وعبدالله الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى.وقال أحمد بن مسلمة: رأيت أبا زرعة، وأبا حاتم يقدمان مسلماً في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما. صحيح مسلم ... المسمى بالجامع الصحيح. صنفه من 300,000 حديث مسموع، فاشتمل على 12,000حديث. كتبه في 15 سنة ، وصحيحه مع صحيح البخاري من أصح الكتب بعد القرآن العظيم ، وكان مسلم شديد الاعتزاز بكتابه ، لما بذل فيه من الجهد وكان من أجل ذلك يقول : " لو أن أهل الحديث يكتبون مئتي سنة الحديث فمدارهم على هذا المسند " يعني صحيحه . وقال أيضًا : " ما وضعت شيئًا في كتابي هذا المسند إلا بحجة وما أسقطت منه شيئاً إلا بحجة ". وهو أحد الصحيحين المعول عليهما في حديث الرسول وقد شرحه الكثيرون. قال عنه أبو علي النيسابوري الحافظ: "ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم " وقال أحمد بن سلمة : " كتبت مع مسلم في تأليف صحيحه خمس عشرة سنة وهو اثنا عشر ألف حديث " . مزاياه ... · خلوصه للحديث دون غيره فليست فيه استنتاجات فقهية أو أصولية أو تفريعات علمية . · صنف مسلم كتابه في بلده بحضور أصوله في حياة كثير من مشايخه ، فكان يتحرى في الألفاظ والسياق . · رسم مسلم خطة بحثه في المقدمة ، وذكر سبب جمعه الصحيح ، وأقسام الأخبار والمنهج الحقيقي في تقدير الرواة في الحديث المعنعن ، وبهذا جعل مسلم صحيحه عبارة عن منهج وتطبيق له ، وهو مستوى جيد من التأليف . ومن مؤلفاته أيضاً ... المسند الكبير على الرجال ؛ التمييز؛ العلل والأسماء ؛ الأفراد المخضرمون ؛ الطبقات ؛ أوهام المحدثين ؛ سؤالات أحمد بن حنبل وغيرها. وفاته ...
توفي رحمه الله سنة 261 هـ في نيسابور ، نسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء جزاء ما قدم لدينه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم . إعداد ... طلال صالح العلوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق