الإمام محمد بن جرير الطبري

نسبه وولادته ... أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن غالب. إمام المفسرين. ولد بطبرستان عام 224 هـ تقريبًا . طلبه للعلم ... بدأ في طلب العلم في السادسة عشرة من عمره، ثم رحل إلى بغداد واستقر فيها، بعد أن زار عدة بلدان. صفاته ... كان الطبري ورعًا ، يحسن قراءة القرآن وتجويده ، موصوفًا بذلك يقصده الناس ليصلوا خلفه . وكان زاهدًا عازفًا عن الدنيا ، ما سمعه احد يحلف بالله عز وجل ، وقد أمضى حياته عفيفًا لم يتزوج " شغله طلب العلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة ولم يزل طالبًا للعلم ، مولعًا به إلى أن مات " . كان عالمًا رحمه الله عارفًا بعلوم عصره على اتساعها ، متواضعًا في حلقات تدريسه ، رؤوفًا بطلابه . ثناء العلماء عليه ... أثنى العلماء على الطبري كثيرًا، فقالوا: إنه ثقة عالم، أحد أئمة أهل السنة الكبار، يؤخذ بأقواله، ويُرجع إليه لسعة علمه، وسلامة منهجه. مؤلفاته ... ترك عدة مؤلفات نافعة منها : - كتاب ذيل المذيل : في تاريخ الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى عصر الطبري . - اختلاف الفقهاء : في ذكر أقوال الفقهاء في كثير من الأحكام الشرعية . - لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام : بسط فيه مذهبه ، وفيه كلام في أصول الفقه والكلام والإجماع . - كتاب آداب القضاة : ذكر فيه ما ينبغي للقاضي أن يعمل به . - كتاب القراءات وتنزيل القرآن : ذكر فيه اختلاف القراء في حروف القرآن . - كتاب فضائل أبي بكر وعمر . - تاريخ الأمم والملوك : وهما قسمان : ما قبل الإسلام ، وما بعده . - ويعد أبرز مؤلفاته تفسيره الكبير" جامع البيان في تفسير القرآن " المشهور بين الجمهور بتفسير الطبري. تفسير الطبري ... هو أول تفسير كامل وصل إلينا، أفاد منه كل من جاء بعده، ولهذا عدّ العلماء الطبري أبا التفسير ... جاء في مقدمة تفسيره عرض لشرح الحديث الشريف : " أنزل القرآن على سبعة أحرف " ، وانتهى في مناقشته إلى أن معناه : " أنزل القرآن بسبع لهجات من لغة العرب " . ثم بحث في لغة القرآن وبيانها وعرض لوجود التأويل ، وعقد فصلاً لذكر الأخبار التي رويت في الحض على العلم بتفسير القرآن ومن كان يفسره من الصحابة .ثم كان تفسير القرآن الكريم معتمدًا على المأثور عن النبي r وعلى أقوال الصحابة والتابعين وتابعيهم ، وعلى آراء النحاة من الكوفيين والبصريين ، وأضاف إليه ما عرف من عصره من نحو ولغة وشعر فاستشهد به ، كما رجع إلى القراءات وتخير منها ، واستعان بكتب الفقه فعرض كثيرًا من آراء الفقهاء . كما استعان بكتب التاريخ. وتحرى جهده أن تكون التفاسير مما يثق به ، فلم يدخل في كتابه شيئًا من المشكوك فيه . وفاته ... توفي الإمام الطبري عام 310 هـ تقريبًا في بغداد نسأل الله له الرحمة والمغفرة جزاء ما قدم للإسلام والمسلمين . إعداد ... طلال صالح العلوي