الأحد، 23 أغسطس 2009

فضائل المدينة المنورة

خص الله سبحانه وتعالى بعض الأشخاص والأزمنة والأمكنة، بخصائص متميزة دون سواها، فعلى سبيل المثال: اختص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وإخوانه الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم من بين الأشخاص، واختص شهر رمضان، وليلة القدر، ويوم الجمعة من بين الأزمنة، واختصت مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وبيت المقدس من بين البقاع، وبخصوص الحديث عن فضائل المدينة المنورة فإنها تحتل مكانة جليلة بين مدن العالم الإسلامي، ولها قدسيتها وخصوصيتها في قلوب المسلمين؛ فهي دار الهجرة، ومهبط الوحي، ومثوى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها مسجده الشريف، وهي دارالمجتمع الإسلامي الأول، ومنطلق الجيوش الإسلامية الفاتحة، وهي سيدة البلدان، وعاصمة الإسلام الأولى، وتجتمع فيها معالم تاريخية ومعان إيمانية جمة، وتملأ أمجادها وفضائلها الأسماع والأبصار، وقد ورد في فضلها أحاديث نبوية كثيرة تبين جوانب هذه الفضائل. اهتم في جمعها مدونو الحديث الشريف، وجعلها بعضهم في باب مستقل من مصنفاته ومنها:

كتب الصحاح الستة ـ المسانيد ـ المعجم الكبير ـ معجم الزوائد ـ الطبقات الكبرى ـ كتب التاريخ الإسلامية، وفاء الوفا للسمهودي.. وغيرها.

واهتم بعض الكتاب قديماً وحديثاً بهذا الموضوع فصنفوا فيه كتباً مستقلة ومنها:

ـ فضائل المدينة المنورة لأبي سعيد المفضل بن محمد الجندي المتوفى سنة 308هـ.

ـ فضائل المدينة المنورة لأبي محمد القاسم بن علي بن الحسن بن عساكر المتوفى سنة 600هـ.

ـ الدلائل المبينة في فضائل المدينة لأبي الحسين يحيى بن علي العطار المتوفى سنة 662هـ.

ـ أربعون حديثاً في فضائل المدينة لمحمد بن أحمد الشاذلي جمعها سنة 1170هـ.

ـ فضائل المدينة المنورة للإمام محمد بن يوسف االصالحي الدمشقي المتوفى 942هـ.

ـ فضائل المدينة المنورة 3 أجزاء/ د/ خليل إبراهيم ملا خاطر/ 1413هـ.

ـ فضائل سيدة البلدان / عبد الفتاح جميل بري/ 1413هـ.

ـ الأحاديث الواردة في فضائل المدينة المنورة/ د. صالح بن حامد الرفاعي /ط2 / 1415هـ.

وسوف نعرض فيما يلي جملة من الأحاديث النبوية التي تبين فضائل المدينة المنورة وفضائل العيش فيها، وخصائص بعض البقاع فيها وفي مقدمتها المسجد النبوي ثم مسجد قباء، ثم بقيع الغرقد…الخ

ـ عن عبدالله بن زيد رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إن إبراهيم حرّم مكة، ودعا لها، وحرمت المدينة كما حرّم إبراهيم مكة، ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة)).

ـ عن سهل بن حنيف رضي الله عنهما قال: أهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى المدينة فقال: ((إنها حرم آمن)).

ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المدينة حرم، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوىمحدثاً فعليه لعنة الله، والملائكة والناس أجمعين لايقبل منه عدل ولاصرف، وذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لايقبل منه يوم القيامة عدل ولاصرف)).

ـ سئل أنس بن مالك رضي الله عنه : أحرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ؟ قال: نعم، هي حرام، لا يختلى خلاها،فمن فعل ذلك، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

ـ عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ، أنه وجد غلماناً قد ألجؤوا ثعلباً إلى زاوية فطردهم عنه. قال مالك: لا أعلم إلا أنه قال: أفي حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصنع هذا ؟

ـ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لكل نبي حرم، وحرمي المدينة)).

ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن إبراهيم حرّم مكة، وإني أحرم المدينة بمثل ما حرم)) قال: ((ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يعضد شجرها، أو يخبط، أو يؤخذ طيرها)).

ـ عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم إني حرمت المدينة بما حرمت به مكة)).

ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول: لو رأيت الظباء بالمدينة ترتع ما ذعرتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( مابين لابتيها حرام)).

ـ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر أخدمه، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم راجعاً، وبدا له أُحُدٌ قال: ((هذا جبل يحبنا ونحبه)) ثم أشار بيده إلى المدينة: ((اللهم إني أحرم ما بين لابتيها، كتحريم إبراهيم مكة، اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا)).

ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((حُرم مابين لابتي المدينة على لساني)) قال: وأتى النبي صلى الله عليه وسلم بني حارثة فقال: ((أراكم يا بني حارثة خرجتم من الحرم)) ثم التفت، فقال:((بل أنتم فيه)).

ـ عن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن إبراهيم حرم مكة، وإني حرمت المدينة مابين لابتيها: لا يقطع عضاها، ولا يصاد صيدها )) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق