الاثنين، 10 أغسطس 2009

حوار مع الدكتورة هويدا القثامي

المصدر ... مجلة اليمامة العدد 1919 - التاريخ : 12-8 - 2006

د. هويدا القثامي

احلم بإصلاح العيوب داخل الأرحام

هويدا القثامي طبيبة سعودية حازت على لقب أول استشاري جراحة قلب أطفال امرأة بالشرق الأوسط، كانت تحلم منذ الصغر بأن تُصبح طبيبة جراحة، وكلما كبرت نما حلمها معها وازدادت إصراراً على تحقيقه .

تقول هويدا بعد أن أصبحت طبيبة جراحة مع مرتبة الشهرة إن أحلامها لم تتوقف، وأن أبرز خططها في المستقبل العمل على تدشين علم جراحة إصلاح العيوب الخلقية لدى الأجنة وهم في أرحام أمهاتهم.
«اليمامة» التقت الدكتورة هويدا القثامي وخرجنا بهذا الحوار

حوار: محمد العليق

نرغب في البداية أن تحدثينا عن مشوارك إلى أن وصلتِ لهذا المكان المرموق؟
- ولدت في مدينة الطائف وفي أحضان والدي وقد درست في القاهرة والطائف، وكان طموحي منذ الصغر أن أصبح طبيبة جراحة والحمد لله عملت على ذلك وحققته، حيث بدأت الطب في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وبعد التخرج انتقلت للعمل في المستشفى العسكري بالرياض، ثم عملت في بداياتي كطبيب مقيم، ثم عملت كطبيب مقيم أول ثم أخصائي جراحة ثم إخصائي جراحة القلب للكبار والأطفال بمركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب بالرياض، ثم انقلت إلى فرنسا وعملت كأخصائي جراحة القلب للكبار والأطفال بمستشفى برووسييه في باريس في عام 1990م، ثم عدت لمركز الأمير سلطان في نفس العام كإخصائي أول جراحة القلب للكبار والأطفال ثم غادرت لاستكمال دراستي والتخصص في جراحة قلب الأطفال بمستشفى جامعة تورنتو بكندا، وبفضل الله وحمده وبعد حصولي على الزمالة الكندية عدت لخدمة وطني الغالي، وعملت كاستشاري جراحة القلب للأطفال بالمركز؛ وذلك في عام 1994م ثم حصلت على استشاري أول في عام 2004، وبفضل الله وتوفيقه حصلت على لقب أول استشاري واستشاري أول جراحة قلب أطفال امرأة بالشرق الأوسط، وأنا الآن أعمل كرئيس لقسم جراحة القلب بالمركز.
ومن هم الأشخاص الذين كان لهم التأثير الشديد على الدكتورة هويدا؟
- والدي ووالدتي فمنهما تعلمت الطيبة وحب خدمة الناس وقوة التحمل والصبر وهذا ما أوصلني إلى ما أنا فيه الآن.
ما أبرز خطط الدكتورة هويدا للمستقبل؟
- العمل على تدشين علم جراحة إصلاح العيوب الخلقية لدى الأجنة وهم في أرحام أمهاتهم. والعمل على تطوير أقسام جراحة القلب.
كيف ترين مستقبل الطبيبة السعودية؟
- مشرق، حيث إن الإمكانات متاحة وميسرة من حكومتنا الغالية، والمجال مفتوح أمام الجميع ليبرز ويبدع، وما زلنا نعاني من نقص في الطبيبات السعوديات المؤهلات

هل هناك نظرة سلبية للطبيبة السعودية؟
- من خلال خبرتي التي زادت عن العشرين عاماً لم ألحظ تلك النظرة فالطبيبة السعودية محاطة بالاهتمام ومحط تقدير من المجتمع، ولم أسمع عن تلك النظرة.
بنظرة شاملة للمرأة السعودية كيف ترينها الآن؟
- من أنجح النساء وأفضلهن والدليل أنها مستهدفة من كل النواحي سواءً الفكرية أو الإعلامية أو العقدية تتعرض لضغوط من كل الاتجاهات فمنهم من يريد تحريرها (كما يسميه أصحاب هذا الفكر) من حجابها ومن طبيعتها ومن تركيبتها الاجتماعية ومن الحدود التي وضعها لها رب العالمين خالقها وخالقهم (من يريدون تحريرها)، ورسالتي لهن أن يعملن ويجتهدن ويثبتن للعالم أجمع أنه من خلال الحشمة والالتزام نستطيع أن نصل للعالمية ونتخطى من عاشوا من الحريات المزعومة وأنه بديننا وعاداتنا نستطيع أن نوصل أصواتنا حيث نشاء، فلدينا الداعيات الإسلاميات ولدينا المؤهلات في كل المجالات العلمية والأدبية والاقتصادية، وما زلنا بحاجة إلى المزيد من أمثال تلك النساء اللواتي حققن طموحهن وخدمن أمتهن ووطنهن دون أن يتحررن من حجابهن ودينهن وعاداتهن، فمن يضع الدين والحجاب والعادات عائقاً أمام عمل المرأة فهو مخطئ، فالإسلام كفل لها مجالات غير محدودة للعمل دون أي تنازلات، وقد خص الله الرجال بخصائص مختلفة تماماً عن خصائص المرأة وجعل لكل واحد منهما مجالات معروفة فالمرأة لا تستطيع القيام ببعض الأعمال التي يقوم بها الرجال؛ وذلك لفطرتها التي فطرها الله عليها والرجال كذلك، ولكل شخص وجهة نظر وأنا أعبر عن وجهة نظري .

عندما عملت في الخارج كيف رأيتِ نظرة الآخرين إلى التزامك بالحجاب؟
- أهم النقاط التي لفتت نظر الغرب وغيرت نظرتهم للمرأة المسلمة هو الالتزام بالحجاب وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتميزنا في عملنا معهم وتحقيقنا أفضل النتائج، وأن حجابنا وديننا لم يمنعانا النجاح، وأوصلنا لهم أن هذا الدين وهذا الحجاب من العوامل النفسية التي تقودنا للتقدم، وبمحافظتنا عليهما يوفقنا الله للنجاح.
كيف تردين على من يقولون إن الحجاب والنقاب يعيقان العمل؟
- معظم الطاقم الطبي المرافق لنا في العمليات من المحجبات المنقبات، وليس له أي تأثير على أدائهن فهن يقمن بعملهن وفقاً لأعلى المعايير الطبية العالمية، ولم يقلل الحجاب ولا النقاب من أدائهن، وأضرب مثلاً لكم بنفسي فقد قلت في عدة لقاءات سابقة إنني وصلت للعالمية بحجابي.
ولم أسمع من قبل من أي من زميلاتي الطبيبات أن هناك مرضى يرفضون أن تكشف عليهم طبيبة منقبة، بل على العكس غالباً ما كنت أسمع منهن أن المرضى يشجعونهن على ذلك ويطرون عليهم بعبارات المديح
وما السبب برأيك في عدم معرفة السبب الحقيقي لولادة الأطفال بعيوب خلقية في القلب؟
- لا يوجد سبب حقيقي لتلك العيوب وإنما هي إرادة الله سبحانه وتعالى، وقد توصل العلم إلى بعض النقاط التي قد تكون سبباً في تلك العيوب كتناول الأم لبعض الأدوية أو تعرضها لأشعات خلال فترة الحمل أو أسباب وراثية.

الأمراض الشائعة
ما أكثر أمراض القلب الشائعة وأسبابها في المملكة من خلال اختصاصك؟
- بالنسبة للكبار غالباً ما تكون ضيقاً أو انسداداً في الشرايين التاجية أو عطلاً في عمل صمامات القلب وغالباً ما يكون سببها كثرة تناول الدهون والتدخين والشيشة والإكثار من تناول مواد تحتوي على مادة النيكوتين كالشاي والقهوة والشيكولاته، وأيضاً أمراض الضغط والسكر وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم ذلك بالنسبة للشرايين التاجية، أما الصمامات فغالباً ما تكون نتيجة أمراض روماتيزمية أو عيوباً خلقية.
أما الأطفال فغالباً ما تكون عيوباً خلقية مثل الثقوب في القلب أو قصور في عمل عضلة القلب أو ضمور في عضلة القلب أو انعكاس الشرايين الرئيسية للقلب وأسباب روماتيزمية وأنواع أخرى عديدة.
من المعروف أن الرياضة تخفف من أمراض القلب فكيف يمكن تعويد السعوديين والسعوديات على الرياضة لتصبح عادة يومية؟
- كما قيل في المثل القديم (درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج) أن الرياضة والتغذية السليمة هي المفتاح الرئيسي للصحة وهي الحارس الأول بإذن الله من كل مرض، فالرياضة علاج لكثير من الأمراض والتغذية السليمة كذلك تساعد الجسم على بناء جدار قوي لحمايته من المرض.
للأسف أن مجتمعنا مقصر جداً في هذا النوع من التثقيف فيجب تسليط الضوء من قبل عدة مؤسسات بالدولة منها وزارة الصحة ومنا الرئاسة العامة لرعاية الشباب والبلديات ووزارة الإعلام وغيرها لتنظيم ميادين رياضية مجهزة في كل حي لتحفيز الناس على ممارسة الرياضة وتثقيفهم بأهميتها لصحتهم

ثلاثة أشخاص توجهين لهم كلمات؟
- أولاً صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد وسأقول له يا صاحب السمو أنت صاحب كل نجاح وراعي كل تطور وساند كل ضعيف، فأنت صاحب الأيادي البيضاء الكريمة وصاحب القلب العطوف على كل صغير وكبير، فأنت مفخرة لنا ومهما قدمنا وضحينا بالغالي والنفيس فلن نوفيكم حقكم فأسأل الله أن يديمكم ويحفظكم ويرعاكم. وثانياً لوالدي ووالدتي وأقول لهما أنتما الشمعة التي أضاءت لي دربي، وأنتما البركة في هذه الدنيا، وأي نجاح يسجل باسمي فهو لكما، فأنتما من ساندني لتحقيقه، ولولا دعائكما لي لما وصلت إلى ما أنا فيه الآن، أطال الله في عمركما وحفظكما من كل مكروه.
وثالثاً لكل مريض أسأل الله أن يشفيك ويعافيك ويجعل ما أصابك في ميزان حسناتك، اصبر واحتسب وابذل السبب، فأنت أول مفتاح للشفاء بإذن الله، وأما أنتما يا والدي المريض فعليكما الصبر والدعاء والعناية والاهتمام بما ينصحكما به الأطباء، فأنتما اللذان ستكملان رحلة علاج أبنائكما بعد خروجهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق