الاثنين، 10 أغسطس 2009

الدكتورة هويدا القثامي

بسم الله الرحمن الرحيم

الدكتورة هويدا القثامي ...

لا أدري كيف أبدأ الحديث عن رائدة من رائدات الطب في بلادي وبأي وصف أصفها ، فقد كتب عنها الكثير في وسائل الإعلام ولكن كل الذين كتبوا عنها لم يمروا بما مررت به ،

إليكم الحكاية ...

فقد قدر الله علي بحكمته ولطفه أن رزقت بابنتي .. " دانيا " التي لم تكتمل فرحتنا بها أنا وأمها وإخوتها لأنه في اليوم التالي لولادتها أخبرنا بأن لديها مشاكل في القلب فقلت الحمد لله على قضائه وأخفيت عن أمها خوفي وقلقي وأبديت لها أن الأمر بسيط إن شاء الله .. خرجنا بها من المستشفى وبدأنا في برنامج المراجعات في مستشفى الأطفال بالمدينة المنورة الذي اخبرنا فيها الدكتور محمد مفيد جزاه الله خيرًا أنها تحتاج إلى عملية في القلب وتحتاج إلى تحويل إلى مركز الأمير سلطان لجراحة القلب التابع للمستشفى العسكري بالرياض .

وصلنا الرياض وتم الكشف عليها وعمل قسطرة للقلب اتضح حاجة " دانيا " لعملية لسد الثقب وإصلاح الصمام وكنت قبلها أتمنى أن يكون تشخيص مستشفى المدينة خاطئا ! عندها بدأت أشعر بالخوف على صغيرتي التي امتلأ قلبي بحبها والعطف عليها منذ علمت بما بها وأخذت بالدعاء أن ييسر الله لها الشفاء والعافية .

وبعد عدة مواعيد تقرر أن تجري العملية الدكتورة .. هويدا القثامي لا أخفيكم فقد فوجئت بالاسم ، دكتورة تعمل لابنتي عملية في القلب وسعودية أيضًا هل أنا في حلم !!!

وبدأت أسأل الموظفين والأطباء عن مدى مقدرتها وخبراتها لإجراء هذه العملية الخطرة والكل أثنى عليها .

ذهبت إلى مكتب الدكتورة هويدا القثامي فلم أجدها لانشغالها فهي رئيس قسم جراحة القلب بمركز الأمير سلطان ، تركت لها اسمي وأخبرت السكرتارية برغبتي في مقابلتها للضرورة ،بعد فترة بسيطة تم استدعائي لمقابلتها ولأول مرة أقابل الدكتورة هويدا القثامي في مكتبها التي رحبت بي وقامت جزاها الله خيرًا بشرح ما تعاني منه ابنتي وأخبرتني بنجاح كثير من العمليات التي أجرتها والمشابهة لحالتها .

فوالله إن لديها من حسن الخلق والتواضع ما يفتقده كثير من الأطباء الذين لم يصلوا لربع ما وصلت إليه من شهرة ومجد .

توكلنا على الله تعالى وتم إجراء العملية ولا أنسى ما نسيت مرافقتي لدانيا وهي في ثوبها الأخضر ملقاة على سريرها ونحن نسير بها إلى غرفة العمليات وتلك العيون البريئة التي تنظر لي ولوالدتها وكانت خواطري تسائلني هل سترى هذه النظرات من جديد ، أوصلناها إلى غرفة العمليات برفقة أحد الأخوة العاملين في المستشفى جزاه الله خيرًا الذي كان يطيب خاطري ويدعو لها ، تركناها هناك في حفظ الرحمن وتحت رعايته ، انصرفت ووالدتها كل منا ذهب لأداء الصلوات والدعاء للصغيرة " دانيا "

وبعد ساعات من الترقب والانتظار المصحوبة بالخوف والقلق كنت خلالها أنتظر في الاستراحة جاءت الدكتورة هويدا فذهبت إليها مسرعًا أسأل عن ابنتي وحالتها فابتسمت الدكتورة وأخبرتني بنجاح العملية لا أستطيع الآن أصف لكم شعوري بالفرح وقتها فقد شكرت الدكتورة ودعيت لها بخير وأخفيت عنها دموعي التي استطعت أن أمنع عيوني من سكبها أمامها ولكنني لم أستطع ذلك عندما أخبرت " أم دانيا " بسلامة ابنتها ونجاح عمليتها .فلله الحمد والشكر والثناء أولاً وآخرًا ولك أنت دكتورة هويدا بعد الله كل شكري ودعائي ، فما إن وصلت إلى المدينة المنورة حتى بادرت بالذهاب إلى المسجد النبوي والصلاة فيه لشكر الله تعالى والسلام على المصطفى الحبيب r ودعائي في الروضة الشريفة للدكتورة هويدا القثامي جزاء ما قدمته لابنتي وسائر المرضى الذين ساهمت في شفائهم وخلصتهم من أوجاع وآلام قلوبهم بعد إرادة الله وتوفيقه .

حفظك الله يا دكتورة هويدا القثامي وبقيت للوطن والأمة فخرًا وعزًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق