الأحد، 23 أغسطس 2009

ابن البيطار

ابن البيطار

( 593 – 646 هـ ، 1197 – 1248 م ).

نسبه ومولده ...

ضياء الدين أبو محمد ، عبدالله بن أحمد المالقي، ويُعرف بابن البيطار، ويلقب بالعشّاب. عالم نبات وصيدلي عربي معروف

ولد ابن البيطار في مالقة المدينة الساحلية الأندلسية عام 593 هـ ، وتوفي يرحمه الله في دمشق.

طلبه للعلم ...

تتلمذ على أستاذ النبات الكبير أبي العباس أحمد بن محمد الأشبيلي المعروف بابن الرومية مؤلف كتاب الرحلة. فاق ابن البيطار أستاذه وأصبح عَلمًا من أعلام النبات، كان يدرس النباتات في مختلف بيئاتها، وكانت عقليته تميل إلى التجربة، وتؤمن بالمشاهدة والملاحظة والاستنباط.فقد سافر إلى بلدان شمال أفريقية لدراسة النباتات ، ووصل إلى مصر في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي فأصبح رئيسًا للعشابين (علماء النبات وتحضير الأدوية). ثم توجه إلى دمشق حيث درس نباتات الشام ومنها انتقل إلى آسية الصغرى واليونان مواصلاً بحوثه فيهما ، وهو في أسفاره عالم طبيعي ميداني ، يدرس الأشياء عن كثب وفي أمكنتها الطبيعية ويتحقق منها بنفسه ، وفضلاً عن ذلك ، كان لابن البيطار اطلاع واسع على مؤلفات من سبقه في هذا المجال مثل : ( ديسقوريدس ، وجالينوس ، والإدريسي .. وغيرهم ) وعاد ابن البيطار إلى دمشق بعد جولته الطويلة حول العالم فعينه الملك الكامل بن العادل رئيسًا للعشابين هناك .

مكانته العلمية ...

يُعّد ابن البيطار أكثر علماء النبات المسلمين إنتاجًا وأدقهم في فحص النباتات في مختلف البيئات والبلدان؛ فقد تجوّل في كثير من أقطار العالم المعروف آنذاك رغبة في جمع الحشائش والنباتات، وعني بدراسة كل نبات في زمانه وبيئته. استطاع ابن البيطار أن يخرج من دراسته للنباتات والأعشاب بمستحضرات ومركبات وعقاقير طبية تُعدّ ذخيرة للصيدلة. كان لابن البيطار اهتمامات أخرى في مجالي الحيوانات والمعادن استغلها لاستخراج بعض الأدوية. من هنا طغت سمعته الواسعة على جميع الصيادلة في القرون الوسطى.

أهم كتاب في الصيدلة ...

ومن أهم كتبه : " الجامع في الأدوية المفردة " وكان أوسع وأهم كتاب في الصيدلة وعلم النبات طوال الحقبة الممتدة من ديسقوريدس إلى القرن السادس عشر الميلادي. وقد ذكر في هذا الكتاب نحوًا من 1500 صنف من الأدوية الحيوانية والنباتية والمعدنية، من بينها 300 صنف جديد اكتشفها بنفسه. ولعلّ أهم ما يميز هذا الكتاب منهجه العلمي. وكان يرى أن المتقدمين وقعوا في أخطاء "لاعتماد أكثرهم على الصحف والنقل" أما هو فكما يقول عن نفسه: "واعتمادي على التجربة والمشاهدة".ورتّب ابن البيطار مفردات كتابه ترتيبًا ألفبائيًا، وضع لكل مفردة مقابلها باللغات السائدة آنذاك. وتُرجم هذا الكتاب إلى اللاتينية والتركية والألمانية والفرنسية.

يقع هذا المؤلّف الموسوعي في أربعة أجزاء يذكر فيها ماهيات الأدوية، وقوامها ومنافعها ومضارها، وإصلاح ضررها والمقدار المستعمل منها ومن عصارتها أو طبخها، وبدائلها إذا انعدمت. وذكر أسماء النباتات والحيوانات والمعادن التي يتخذ منها العقار، ويصف أجزاءه وصفًا دقيقًا، ومواطن نموه، وطريقة تحضير الدواء منه، ثم طريقة الاستعمال. وعلى الرغم من أنه ضمّن كتابه بعض معتقدات العامة إلا أن مفرداته بصورة عامة يغلب عليها الطابع العلمي من حيث الجمع والترتيب والتبويب وسلامة العرض وأمانة النقل .

قالوا عنه ...

يقول جورج سارتون في كتابه : " المدخل إلى تاريخ العلم " : " اشتهر ابن البيطار بكثرة أسفاره التي زار فيها كثيرًا من بقاع العالم لدراسة النباتات دراسة عالم خبير " .

ويقول ألدو مييلى في كتابه " العلم عند العرب " : " ويحتوي كتاب الجامع في الأدوية المفردة لابن البيطار على ما يزيد على ( 1400 ) صنف من الأدوية المختلفة مرتبة حسب الحروف الأبجدية ، منها ( 300 ) صنف لم يتناول بحثها كتاب في الصيدلة من قبل ، ووصفه دقيق جدًا ، وهو يذكر المترادفات ، كما يذكر ترجمتها بالإغريقية " .

وأضاف المستشرق رام لاندو في كتابه " الإسلام والعرب " : " إنه صنف أوسع كتاب في الموضوع ( أي علم النبات ) بل أهم كتاب ألف في علم النبات طوال الحقبة الممتدة من ديسقوريدس إلى القرن السادس عشر الميلادي لقد كان ذلك الكتاب ( الجامع في الأدوية المفردة ) دائرة معارف حقيقية في هذا الموضوع ضمت بين دفاتها كامل الخبرات الإغريقية والعربية .. فلابد من الإقرار إذًا بأن ابن البيطار أعظم عالم نباتي وصيدلي في القرون الوسطى ، ولو روعيت جميع الاعتبارات على حقيقتها فهو أعظم عالم نباتي وصيدلي في جميع العصور " .

ويقول ابن أبي أصيبعة في كتابه " عيون الأنباء في طبقات الأطباء "عن قدرته على الاستيعاب : " ولقد شاهدت معه في ظاهر دمشق كثيرًا من النباتات في مواضعه ، وقرأت أيضًا تفسيرًا لأسماء أدوية كتاب ديسقوريدس ، فكنت أجد من غزارة علمه ودراسته وفهمه شيئًا كثيرًا جدًا ، وكنت أحضر لدينا عدة من الكتب المؤلفة في الأدوية المفردة مثل كتاب ديسقوريدس وجالينوس والغافقي وأمثالها من الكتب الجليلة في هذا الفن ، فكان يذكر أولاً ما قاله ديسقوريدس في كتابه باللفظ اليوناني على ما قد صححه في بلاد الروم ، ثم يذكر جمل ما قاله ديسقوريدس من نعته وصفته وأفعاله ويذكر أيضًا جملاً من أقوال المتأخرين وما اختلفوا فيه ، ومواضع الغلط والاشتباه الذي وقع لبعضهم في نعته . وكنت أراجع تلك الكتب معه ، ولا أجده يغادر شيئًا مما فيها . وأعجب من ذلك أيضًا أنه ما كان يذكر دواءً إلا ويعين في أي مقالة هو من كتاب ديسقوريدس وجالينوس وفي أي عدد هو من جملة الأدوية المذكورة في تلك المقالة " .

مؤلفاته ...

ومن مؤلفاته أيضًا غير كتابه المشهور" الجامع في الأدوية المفردة " :

1. كتاب " المغني في الأدوية " وفيه يبين ابن البيطار كيفية علاج الأعضاء عضوًا عضوًا بطريقة مختصرة واضحة ، فانتفع بذلك أطباء عصره .

2. وكتاب : " القرباذين " ويحتوي على مجموعة من الأدوية ، كما يشتمل على وصف لجميع النباتات والأحجار والمعادن والحيوانات التي لها خواص طبية .

3. وكتاب " ميزان الطبيب " .

إعداد ... طلال صالح العلوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق