الأربعاء، 29 يوليو 2009

المؤمن بين السراء والضراء

سبحان المتصرف في خلقه بالاغتراب والإذلال ليبلو صبرهم ، ويظهر جواهرهم في الابتلاء . هذا آدم صلى الله عليه وسلم تسجد له الملائكة ثم بعد قليل يخرج من الجنة .
وهذا نوح عليه السلام يُضرب حتى يُغشى عليه ثم بعد قليل ينجو في السفينة ويهلك أعداؤه . وهذا الخليل عليه السلام يُلقى في النار ثم بعد قليل يخرج إلى السلامة .
وهذا الذبيح يضطجع مستسلمًا ثم يسلم ويبقى المدح . وهذا يعقوب عليه السلام يذهب بصره بالفراق ثم يعود بالوصول .
وهذا الكليم عليه السلام يشتغل بالرعي ثم يرقى إلى التكليم .
وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يُقال له بالأمس اليتيم ويقلب في عجائب يلاقيها من الأعداء تارة ومن مكائد الفقر أخرى وهو أثبت من جبل حراء .
ثم لما تم مراده من الفتح .وبلغ الغرض من أكبر الملوك وأهل الأرض نزل به ضيف النقلة ، فقال واكرباه .

فمن تلمح بحر الدنيا وعلم كيف تتلقى الأمواج ، وكيف يصبر على مدافعة الأيام لم يستهول نزول بلاء ، ولم يفرح بعاجل رخاء .


كتبه ... طلال صالح  من ... من كتاب " صيد الخاطر " لابن الجوزي "



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق