الخميس، 10 سبتمبر 2009

المؤمن بين السراء والضراء

سبحان المتصرف في خلقه بالاغتراب والإذلال ليبلو صبرهم ، ويظهر جواهرهم في الابتلاء . هذا آدم صلى الله عليه وسلم تسجد له الملائكة ثم بعد قليل يخرج من الجنة .

وهذا نوح عليه السلام يُضرب حتى يُغشى عليه ثم بعد قليل ينجو في السفينة ويهلك أعداؤه . وهذا الخليل عليه السلام يُلقى في النار ثم بعد قليل يخرج إلى السلامة .

وهذا الذبيح يضطجع مستسلمًا ثم يسلم ويبقى المدح . وهذا يعقوب عليه السلام يذهب بصره بالفراق ثم يعود بالوصول .

وهذا الكليم عليه السلام يشتغل بالرعي ثم يرقى إلى التكليم .

وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يُقال له بالأمس اليتيم ويقلب في عجائب يلاقيها من الأعداء تارة ومن مكائد الفقر أخرى وهو أثبت من جبل حراء .

ثم لما تم مراده من الفتح .وبلغ الغرض من اكبر الملوك وأهل الأرض نزل به ضيف النقلة ، فقال واكرباه .

فمن تلمح بحر الدنيا وعلم كيف تتلقى الأمواج ، وكيف يصبر على مدافعة الأيام لم يستهول نزول بلاء ، ولم يفرح بعاجل رخاء .

من كتاب " صيد الخاطر " لابن الجوزي

كتبه ... طلال صالح العلوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق