الجمعة، 21 أغسطس 2009

الشيخ أحمد ديدات

نسبه ومولده ...

ولد أحمد حسين ديدات في بلدة ( تادكيشنار ) بولاية ( سوارات ) الهندية ، هاجر أبوه و كان يعمل خياطا إلى جنوب أفريقيا بعد مولد ابنه مباشرة .لحق أحمد ديدات بأبيه عام 1927م لتعثر و صعوبة فرص الدراسة في الهند و توفيت والدته بعد فراقه بشهور قليلة .

التعليم والعمل ...

بدأ دراسته في العاشرة من عمره حتى أكمل الصف السادس ، ولكن الظروف المادية الصعبة أعاقت استكماله لدراسته .

عمل في عام 1934 م بائعاً في دكان لبيع المواد الغذائية ، ثم سائقاً في مصنع أثاث ، ثم شغل وظيفة ( كاتب ) في المصنع نفسه ، وتدرج في المناصب حتى أصبح مديراً للمصنع بعد ذلك .

قصة بدايته مع المناظرات والدعوة إلى الإسلام ...

روى الشيخ أحمد ديدات قصة بدايته مع المناظرات والدعوة في برنامج تلفزيزني قائلاً :

كنت أعمل في دكان قريب من موقع إرسالية آدمز ميشين ( كلية آدمز ) .. وكان من عادة الطلبة في هذه الكلية أن يأتوا إلى المحل ، وكانوا مبشرين تحت التدريب .. كانوا يأتون إلى المحل ويرونني وبقية العاملين المسلمين في المحل ، وكانوا يتحدثون إلينا بأشياء عن الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ، وعن أمور وأشياء ليس لدي أي معرفة عنها .

ومن هذه الكلية توافد علينا المبشرون الذين حولوا حياتنا إلى بؤس وعذاب ، فلقد كانوا يتدربون هناك على كيفية مواجهة المسلمين . وحينما كانوا يأتون لشراء ما يحتاجون إليه من المحل كانوا ينهالون علينا بالأسئلة والانتقادات .. فيقولون :

" هل تعلمون أن محمداً تزوج نساءً كثيراتٍ جدّاً ؟ " .

وحينئذ لم يكن لدي أدنى معرفة بذلك .

" وهل تعلمون أن محمداً نشر دينه بحدّ السيف ؟ " .

ولم يكن لدي أدنى معرفة عن ذلك .

" وهل تعلمون أنه قد نقل كتابه عن اليهود والنصارى ؟ " .

ولم يكن لدي أدنى علم بذلك .

كان الموقف فـي غاية الصعوبة بالنسبة لي .. ماذا أفعل كمسلم ؟ .. هل أردُّ على الهجوم ؟ ..

ولكن كيف ذلك ؟ .. وليس لدي من العلم والمعرفة ما أَرُدُّ به ..

وهل أهرب من المكان ؟ .. والحصول على عمل في تلك الأيام كان أمراً عسيراً .

وكان لدي توقٌ شديدٌ للمعرفة ، والقراءة . وفي صباح يوم الراحة الأُسبوعية دخلت المخزن الخاص برئيسي ، وأخذت أُقلب في كومة من الصُّحف القديمة ، وأُفتش عن مادة جيدة أقرؤها ، وانهمكت في البحث إلى أن عثرت على كتاب قضمته الحشرات – وفيما بعد جدّدت غلاف هذا الكتاب الذي قضمته الحشرات – وحينما أمسكت بالكتاب ثارت منه رائحة نفاذة أثارت أنفي وانتابتني حالة من العطس فقد كان الكتاب قديماً ومتعفِّناً .

قرأت عنوان الكتاب .. العنوان هو : ( إظهار الحق ) - يعتبر كتاب ( إظهار الحق ) للعلاَّمة الشيخ رحمت الله الهندي عمدة كتب المناظرات ومنه استمد الشيخ ديدات طريقته الفريدة في مناظراته العديدة - كان وقعه في أُذني وكان العنوان بالعربية ولكني لم أكن أعرف معنى ذلك ، ورأيت فـي أسفل الغلاف ترجمة للعنوان بالإنجليزية .

كان الكتاب قديماً وصدر في الهند عام 1915 م ، قبل ميلادي بثلاث سنوات .. فلقد ولدت عام 1918 م ، فهو أقدم مني بثلاث سنوات .

وبفضل هذا الكتاب تغيرت حياتي تماماً ، ولو لم أصادف هذا الكتاب ما كنت لأقوم بما أقوم به الآن ، وأعني بذلك التحدث إلى الناس عن الأديان من منطلق المقارنة بينها .

إذًا هذا الكتاب هو الذي فتح آفاق الشيخ أحمد ديدات للرد على شبهات النصارى و بداية منهج حواري مع أهل الكتاب و تأصيله تأصيلا شرعيا يوافق المنهج القرآني في دعوة أهل الكتاب إلى الحوار و طلب البرهان و الحجة من كتبهم المقدسة -المحرفة بنظر المسلمين- فكان لفكرة إقامة المناظرات أثرٌ عميقٌ عند أحمد ديدات ، ليترك لنا هذا المنهج الدعوى المبارك و الذي كان نتيجته أن أسلم على يديه آلاف من النصارى من مختلف أنحاء العالم و البعض منهم الآن دعاة إلى الاسلام , بروح الحماس والعمل لإظهار الحقِّ، اشترى أحمد ديدات أوَّل إنجيلٍ له، ودرسه جيِّدا، وبدأ يقيم المناظرات والمناقشات مع المنصِّرين المتمرِّنين بالمعهد القريب، ولم يتوقَّف أحمد ديدات - بعدما كانوا ينسحبون سريعاً من مواجهة براهينه القاطعة - عند ذلك، بل تعدَّاه لدعوة معلِّميهم، وكذلك القساوسة في المناطق المحيطة.

جهوده وأعماله ...

في بداية الخمسينيات أصدر كتيبه الأول : " ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم ؟ " ، ثم نشـر بعد ذلك أحد أبـرز كتيباته : " هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ " .

في عام 1959 م توقف الشيخ أحمد ديدات عن مواصلة أعماله حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر لها حياته فيما بعد ، وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات . وفي سعيه الحثيث لأداء هذا الدور العظيم زار العديد من دول العالم ، واشتهر بمناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال : كلارك – جيمي سواجارت – أنيس شروش.

كان الشيخ أحمد ديدات العضو المؤسِّس الأوَّل للمركز الدوليِّ لنشر الإسلام "معهد السلام لتخريج الدعاة" "IPCI"، ( بمدينة ديربان ) بجنوب إفريقيا وأصبح رئيساً له.

نشر الشيخ أحمد ديدات ما يزيد على عشرين كتابا، ووزَّع ملايين النسخ منها مجَّانا، كما ألقى الآلاف من المحاضرات، فضلاً عن نجاحه في المناظرات مع القساوسة حول الإنجيل، والتي كان من أبرز نتائجها إسلام آلاف البشر.

يعتبر الداعية أحمد ديدات أحد أكثر المتعمقين في نصوص الأناجيل المختلفة فهو عالم مسلم فى الأنجيل المسيحى.

أُطلِقت العديد من الألقاب على الشيخ أحمد، منها: "قاهر المنصِّرين"، و"الرجل ذو المهمَّة".

ولهذه المجهودات الضخمة مُنح الشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986م و أعطي درجة " أستاذ".

وفاته ...

توفى في أغسطس عام 2005 بعد مرض عضال أقعده مشلولاً منذ عام 1995م , ففقد المسلمون بموته داعية ومحاور ومناظر يشار إليه بالبنان .

موقع الشيخ ... أحمد ديدات http://www.ahmed-deedat.net

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق