السبت، 15 أغسطس 2009

الإمام مالك بن أنس

نسبه وولادته ...
مالك بن أنس ابن مالك بن عامر الأصبحي المدني، إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأعلام ومؤسس المذهب المالكي. عربي الأصل، من التابعين.ولد مالك بن أنس بالمدينة المنورة وعاش كل حياته بها في مهبط الوحي ومقر التشريع وموطن جمهرة الصحابة ومحط رحال العلماء والفقهاء. ولم يرحل من المدينة إلا إلى مكة حاجًا.

طلبه للعلم ...

تلقى مالك علومه على علماء المدينة وأخذ القراءة عن نافع وأخذ الحديث عن ابن شهاب الزهري، وشيخه في الفقه ربيعة بن عبد الرحمن ـ المعروف بربيعة الرأي ـ وظل يأخذ وينهل من العلم حتى سن السابعة عشرة، وقام بالتدريس بعد أن شهد له شيوخه بالحديث والفقه. وقد قال مالك: ما جلست للفتوى حتى شهد لي سبعون شيخًا أني أهل لذلك.

مكانته وفضله ...

ويعتبر مالك إمام أهل الحجاز في عصره وإليه ينتهي فقه المدينة، وقد أجمع العلماء على أمانته ودينه وورعه، قال الشافعي: مالك حجة الله على خلقه. وقال عبدالرحمن بن مهدي: ما رأيت أحدًا أتم عقلاً ولا أشد تقوى من مالك شهد له جميع الأئمة بالفضل حتى قالوا: لا يفتَى ومالك في المدينة. وقد قصده العلماء وطلاب العلم من كل قطر ليأخذوا عنه؛ لذا انتشر مذهبه في كثير من الأقطار على أيدي تلاميذه الذين أخذوا عنه.

كتاب الموطأ...

للإمام مالك كتاب الموطأ ظل يحرره أربعين عامًا جمع فيه عشرة آلاف حديث ، ويعد كتاب الموطأ من أكبر آثار مالك التي نقلت عنه. صنّفت الأحاديث فيه على الموضوعات الفقهية. وقد روى الموطأ عن مالك كثير من العلماء وطبع بروايتين إحداهما رواية محمد بن الحسن الشيباني من أصحاب أبي حنيفة، والثانية رواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي.

وقصة تأليفه تبدأ عندما حج أبو جعفر المنصور ، والتقى مالكًا ، فطلب منه أن يدون كتابًا ينظم فيه أحاديث الرسول ومسائل الشريعة ليأخذ بها الناس على أنها الأفضل من كل معتمد ، وكانت عبارته : " وطئ للناس كتابًا تتجنب فيه شدائد ابن مسعود ورُخص ابن عباس لكي أحمل الناس عليه " ورغم أن الإمام مالكًا رفض ذلك كله ، معتبرًا أن أقواله اجتهادات لا يصح حمل الناس عليها ،فإنه كان يكتب موطأه وفي ذهنه أنه يبلور طريقة أهل المدينة في التفكير والتصرف .

ولقد أعجب الخليفة هارون الرشيد بموطأ مالك ، وأراد جعله والقرآن الكريم دستور الأمة الإسلامية المترامية الأطراف ، لكن مالكًا رفض وقال للرشيد : " لا تفعل ، فإن أصحاب النبي اختلفوا في الفروع وتفرقوا في البلدان وكل مصيب ، فلا تضيق على الناس أمرًا وسعه الله عليهم " وهكذا بقي مذهب مالك إلى جانب غيره .

المذهب المالكي ...

بنى مالك مذهبه على أصول هي:

1- كتاب الله. 2-سنة رسوله. 3-الإجماع. 4-القياس أو عمل أهل المدينة، إذا ما رأى المصلحة في أحدهما قدمه على الآخر، ثم خبر الواحد إذا لم يخالف عمل أهل المدينة، ثم المصالح المرسلة والعرف والاستصحاب وسد الذرائع.

ويعتبر مالك صاحب مذهب فردي مستقل جاء نتيجة اجتهاده هو بنفسه وليس لأصحابه إلا القليل من الأحكام التي استنبطوها بناء على أصول إمامهم، وكان لمالك تلاميذ كثيرون منهم : عليّ بنالقاسم وسحنون وأسد بن الفرات .

وقد ذاع صيت مذهب مالك في جميع الأقطار، فرحل الناس إليه من كل مكان وظل يعلم ويفتي قرابة سبعين عامًا؛ فكثر تلاميذه في الحجاز واليمن وخراسان والشام ومصر والمغرب والأندلس.

وفاته ...

مات الإمام مالك بن أنس " رحمه الله " سنة 179 هـ في المدينة ودفن بالبقيع. نسأل الله أن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .

إعداد ... طلال صالح العلوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق