الأربعاء، 19 أغسطس 2009

الشيخ محمد بن عبد الوهاب

نسبه وولادته ...

ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن على بن محمد بن أحمد بن راشد التميمي سنة1115هجرية الموافق سنة1703م في بلدة العيينة،الواقعة شمال الرياض.

طلبه للعلم ...

تعلم القرآن وحفظه عن ظهر قلب قبل بلوغه عشر سنين ، و كان حاد الفهم وقّاد الذهن ذكي القلب سريع الحفظ، قرأ على أبيه في الفقه، و كان في صغره كثير المطالعة في كتب التفسير والحديث وكلام العلماء في أصل الإسلام، فشرح الله صدره في معرفة التوحيد وتحقيقه ومعرفة نواقضه المضلة عن طريقه، وجد في طلب العلم وأدرك وهو في سن مبكرة حظاً وافراً من العلم، حتى إن أباه كان يتعجب من فهمه ويقول: لقد استفدت من ولدي محمد فوائد من الأحكام وهكذا نشأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب نشأة علمية؛ فأبوه القاضي كان يحثه على طلب العلم ويرشده إلى طريق معرفته، ومكتبة جده العلامة القاضي سليمان بن علي بأيديهم، و كان يجالس بعض أقاربه من آل مشرف وغيرهم من طلاب العلم، و بيتهم في الغالب ملتقى طلاب العلم وخواص الفقهاء سيما الوافدين باعتباره بيت القاضي، ولا بد أن يتخلل اجتماعاتهم مناقشات ومباحث علمية يحضرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

أثر البيئة في توجيه الشيخ علمياً ...

لقد أبصر الشيخ البيئة من حوله بواقعها والناس في حياتهم ودينهم على الغالب في تناقض وتصادم مع ما نشأ عليه من علم وما عرفه من الحق على يد أبيه ومن خلال مطالعته لكتب المحققين من علماء السلف الصالح ، فما تعلمه في واد ، والواقع الجاري من الناس على العموم والغالب في واد آخر . ذلك أن البيئة في نجد على الخصوص كما هو سائر البلاد الأخرى على العموم بيئة جاهلية ، بيئة خرافة وبدعة امتزجت بالنفوس فأصبحت جزءاً من عقيدتها إن لم تكن هي عقيدتها . ولاشك أن البيئة هذه عقيدتها مناقضة لما نشأ عليه الشيخ ولما تربى عليه وتعلمه .. فكان لابد أن يخرج إلى هذه البيئة يعاملها بمقتضى سنة الله في خلقه ، والشيخ بين أمرين : إما أن يستسلم للبيئة ويصبح مثل الآخرين ، وإما أن يصمم على محاربة الخرافة المنتشرة .. لكن قد اختار الشيخ رحمه الله , فعزم على تنحية البدع من الحياة التي حوله ، و إيقاظ النائمين وتنبيه الغافلين ، والعمل على نشر الإسلام والنور من الكتاب و السنة وسيرة الصالحين

رحلات الشيخ ...

رحل الشيخ إلى مكة والمدينة والبصرة غير مرة ، طلباً للعلم .. ولم يتمكن من الرحلة إلى الشام وعاد إلى نجد يدعوهم إلى التوحيد ، بعد مضي سنوات على رحلة الشيخ رحمه الله في طلب العلم ، عاد إلى بلدة حريملاء التي انتقل إليها والده بعد أن تعين عليها أمير جديد يلقب بخرفاش بن معمر والذي لم يرق له بقاء الشيخ عبد الوهاب في القضاء ، فعزله عنه ، فغادرها الشيخ عبد الوهاب إلى حريملاء وتولى قضاءها وأقام بها . فأقام الشيخ محمد بعد عودته من رحلته العلمية في حريملاء مع أبيه يدرس عليه ويدعو إلى التوحيد و يبين بطلان دعوة غير الله . لقد ابتلي الشيخ رحمه الله .. فصبر على البلاء و ثبت حتى جاوز الامتحان والابتلاء ، و ما ذلك إلا تأييد الله له بروح منه وتقويته لإيمانه .. وأمثلة ذلك في حياته كثيرة ..

دعوته ...

لقد بدأ الشيخ دعوته دون سن العشرين وقد شهد ثمارها وثمار جهاده مع ابن سعود وآثار الإصلاح في البلاد وقضى حياته مجاهدًا في نصرة الدين الإسلامي ، نادى الشيخ محمد بن عبد الوهاب بإقامة السنّة الصحيحة وتعاليم الإسلام في صفاتها الأولى، وناهض كل ما وجده مخالفًا للسنة، وأعلن من أجل تطبيق المبادئ التي ينادي بها جهادًا دينيًا لحمل مخالفيه على إتباع تعاليم الدين الصحيح. وليس للشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوة خاصة ، بل هي دعوة الإسلام الحق ، ومنهجه هو منهج الإسلام قال " رحمه الله " : ( إني – ولله الحمد – متبع ولست مبتدع ، عقيدتي وديني الذي أدين به هو مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة وقد ارتكزت تعاليم الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الفهم العميق لأفكار ابن تيمية، بل تُعَدّت حركـته التي تعرف باسم الدعوة السلفية من أعمق الحركات الإصلاحية الإسلامية وأقواها تأثيرًا، حيث طال تأثيرها الهند والمغرب العربيّ، ولا تزال تعاليم الشيخ ذات تأثير ومحل جدل ونقاش على امتداد العالم العربيّ والإسلاميّ ومحل دراسة من قبل المفكرين .

مؤلفاته ...

وقد ترك بين أيدينا كثير من المصنفات أكثرها رسائل مطبوعة منها :

1- كتاب التوحيد

2- مختصر صحيح البخاري .

3- كشف الشبهات

4- أصول الإيمان

5- الكبائر

6- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وفاته ...

في عام ست ومئتين وألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم (1206 هـ ) توفي الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وكان للشيخ من العمر نحو اثنتين وتسعين سنة ، وتوفي ولم يخلف ديناراً ولا درهماً ، فلم يوزع بين ورثته مال ولم يقسم . فجزاه الله عنا خير الجزاء جزاء ما نصح وصبر على هداية مجتمعه وأهله .

إعداد ... طلال صالح العلوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق