الأحد، 2 أغسطس 2009

سيدة الدنيــا !


لشاعر المدينة المبدع... عبدالمحسن حليت






كفكفت عن خدّيَ الدمع الذي انهملا

ورحـــتَ تُلقي عليه الشــوق والقُــبلا
* * * *
وعُدتَ من خلف أنّـاتـي تُـدللني
وســرتَ تزرعُ في أعـــمـاقي الأمـلا
* * * *
فكـم سهـرتَ على جُرحي تُضَـمّدهُ
وكـم عرضتَ عليَّ الـدُّرَّ والحُـلـلا
* * * *
بكــيـتُ قبلـك أعــوامـاً . . ولا أحـــدٌ
بكـى عــليَّ . . ولا عـن أدمــعـي سـألا
* * * *
والحســـنُ زارَ شقـيـقـاتي وأغـفـلني
مــا مـرَّ يـومـاً عــلى بابي ولا نــزلا !
* * * *
وما شكــوتُ إلى مَنْ ســوف يُنصِـفُني
ولا شـكـوتُ الـذي من أضـلُعـي أكَـلا
* * * *
فـكـم فـرحـتُ به . . لـمّـا تـقــلّــدني
وكم دعـوتُ علـيه عـنـدما عُــزِلا
* * * *
وجـئــتَ أنتَ فـولّـى الحزنُ مُـنهـزما
وكان فيَّ يُـسـمّـى فـارساً بـطـلا !!
* * * *
الحـبُ قـادك نحـوي . . جــئـت تتبـعهُ
وحـين أسـقيتني من كأسهِ رحلا !
* * * *

أنا المدينـةُ من في الكــونِ يجهلُني
ومـــن تُــراهُ درى عـنّي وما شُــغـلا ؟!
* * * *
تتلمـذ المـجــدُ طـفـلاً عـند مـدرسـتي
حـتى تخــرّجَ مـنها عـالـمـاً رجُـــلا
* * * *
فتـحـتُ قلــبي لخـير الخـلـقِ قاطـبـةً
فلـم يُفـارقـهُ يومـاً مـنـذُ أن دخـلا
* * * *
وصـرتُ ســـيـّدة الدُنـيا بهِ شــرفا
واسمي لكل حـدود الأرضِ قد وصَـلا
* * * *
ومسجـدي كان . . بل مـا زال أُمـنـيةً
تحـبـو إليهِ قـلـوبٌ ضلــّتِ السُّـبـلا
* * * *
فكــلُ مـغــتــربٍ داويــتُ غـربــتـهُ
مسـحـتُ دمــعـتــهُ . . حـوّلتها جــذلا
* * * *
وفي هـواي مــلايــيــنٌ تـنــامُ عــلى
ذِكري وتصحو على طيفي إذا ارتحلا
* * * *
تنافـسـوا في غــرامي أرسـلوا كُتباً
و أنفـقـوا عـندها الرُّكبانَ والرُّسُـلا
* * * *
أنا المــنــوّرةُ الــفــيـحـاء ذا نـسـبي
إذا البـدورُ رأتـنـي أطــرقَــتْ خـجـلا
* * * *
ها أنـتَ مــن بـيـن عُــشــاقي تُقبـلني
تطــاردُ الهــــمَّ في عيــنـيَّ والمــلــلا
* * * *

صرتَ الأمـيـنُ على حُسني وصرت يداً
تـرشُّ مـائـي عـلى وَرْدي إذا ذَبُـلا
* * * *
فَكُـنْ على فــقـرائي رحـمـةً . . فلـقد
أمسَــتْ ديارهمو مـــن بُـؤسِــها طَلـلا
* * * *
وكــن رفيــقاً إذا عاقـبـتَ مُـذْنِبَـهمْ
بعــضُ العـــقــابِ إذا ضاعــفتهُ قَـتَلا
* * * *
وابطُـــش بكُـــلّ يــدٍ تــمـــتدُ عابثةً
عــث بحزمِكَ في أعصابها الشلـلا
* * * *
كفكفتُ دمعي فَخُذْ قلبي لقد سألوا
عــنهُ . . فقلتُ : لقد أعطــيـتهُ رَجُلا !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق