الخميس، 24 سبتمبر 2009

العيون والآبار


تم نقل جميع المعلومات هنا من موقع مركز المدينة للبحوث والدراسات وذلك لكونه مرجعًا في كل ما يخص المدينة من دراسات ولتطمين الزائر الكريم بصحة المعلومة التي يقرؤها ، فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء .  
العين الزرقاء :
واسمها الأصلي عين الأزرق، وهي قناة مائية تجري تحت الأرض، أنشأها مروان بن الحكم عندما كان أميراً على المدينة المنورة بأمـر الخليفة معاوية بن أبي سفيان. وكان مروان أزرق العينين فنسبت القناة إليه. وأصلها من بئر الأزرق، وهي بئر واسعة الأرجاء عذبة الماء في بستان قرب مسجد قباء وتسير القناة شمالاً نحو المدينة في مجرى  مغطى، له فتحات يسقى منها تسمى الديول، وهي على نوعين: نوع يشبه فتحة البئر ويستقى منها بالحبال والدلاء، ونوع ينزل إلى المجرى عبر درج حجري ليستقى منه. وقد أجريت القناة على امتداد مساكن المدينة من الشمال إلى  الجنوب، وأجريت منه فروع إلى المسجد النبوي وبعض الأحياء، ويجري الباقي حتى يصب في المزارع قرب جبل أحد.
و خلال العصور المتوالية حظيت العين بعناية ملوك المسلمين وأمرائهم فأضيف إليها مياه من آبار عدة كبئر أريس، وبئر الرباط، وبئر بويرة. وفي سنة 560هـ أخذ منها الأمير (سيف الدين الحسين بن أبي الهيجاء) شعبة من عند مخرجها بجانب مصلى العيد فساقها إلى باب المدينة، ثم أوصلها عند الرحبة التي عند مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، فانتفع بها أهل المدينة. وفي أواخر القرن التاسع الهجري أمر الملك الأشرف قايتباي بإجراء إصلاحات واسعة فيها، وفي أوائل الخلافة العثمانية توقفت مياه العين الزرقاء فأمر السلطان سليمان بإصلاح قنواتها وتحسينها وذلك عام 923هـ. وقامت عليها عدة إصلاحات، وأضيفت إلى مياهها مياه من أبار أخرى وكان أواخرها في عهد السلطان عبد الحميد الثاني. وفي العهد السعودي اهتم الملك عبد العزيز بها وأمر بتشكيل هيئة خاصة لإدارتها سميت (جنة العين الزرقاء). وصارت إدارة حكومية وأجريت مياهها في أنابيب معدنية حفظ المياه من التلوث ثم أوصلت إلى البيوت. وعندما حصلت الطفرة العمرانية وتوسعت المدينة توسعاً كبيراً لم تعد مياه العين كافية، فأنشئت مصلحة المياه وغذيت الشبكة بموارد جديدة ثم حلت مياه البحر المحلاة مكانها. وتبقى للعين الزرقاء ذكريات أربعة عشر قرناً كانت خلالها تسقي أهل المدينة وزوارها بالمياه العذبة.
بئر أريس (الخاتم) :
يقع غرب مسجد قباء من الجهة الغربية. وسمي بـ (أريس) نسبة إلى رجل من اليهود، كما سمي بـ (الخاتم) لأن خاتم الخلافة سقط فيه من عثمان بن عفان في السنة السادسة من خلافته وبحثوا عنه ثلاثة أيام دون جدوى، وهو الخاتم الذي كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حمله أبو بكر مدة خلافته، وكذلك عمر بن الخطاب مدة خلافته، وانتقل بانتقال الخلافة إلى عثمان، وقد عدَّ بعض المؤرخين ضياع الخاتم إرهاصاً بالفتنة والأحداث التي وقعت في السنوات التالية والتي انتهيت باستشهاد عثمان رضي الله عنه. ويذكر بئر أريس في الأحاديث الصحيحة، فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على حافتها ودلى رجليه فيها، وتوضأ منها، وجلس عنده الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان. وقد دخلت بئر أريس في التوسعة الأخيرة لمسجد قباء وغطتها الساحة الخارجية من الجهة الغربية.
بئر بضاعة :
بئر تقع في الجهة الشمالية الغربية من المسجد النبوي سابقاً، وهي بئر أثرية قديمة كانت لبني ساعدة الخزرجيين، وحولها بستان يسمى بضاعة، ورد ذكرها في الأحاديث الصحيحة دليلاً على أن الماء إذا كان وافراً لا يتنجس، وقد شرب منها واغتسل بها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام. وقد دخلت في التوسعة الأخيرة للمسجد النبوي وصارت أرضها جزءاً من الساحات الخارجية.
بئر حاء :
بئر حاء: كانت في بستان يقع في الشمال الشرقي للمسجد النبوي سابقاً. وسميت حاء نسبة إلى مالكها القديم، وقد آلت مع البستان إلى الصحابي الكريم أبي طلحة. وكانت أحب ماله إليه فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحض على  الصدقة فتصدق بها. وقد دخلت في التوسعة الأخيرة للمسجد النبوي.
بئر رومة :
هي بئر قديمة تنسب لرجل من قبيلة غفار اسمه رومة يقال أنه اشتراها من رجل مزني، وتقع في الشمال الغربي من المدينة المنورة قرب مجرى وادي العقيق، وتبعد عن المسجد النبوي حوالي خمسة كيلومترات. وفي العهد النبوي احتاج المسلمون إليها وكان يملكها رجل يهودي ـ وفي رواية رجل من غفار ـ فحض رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين على بذلها للمسلمين فاشتراها عثمان بن عفان رضي الله عنه وجعلها في سبيل الله ويروى أنه زاد في حفرها ووسعها. وقد ظلت هذه البئر معلماً تاريخياً عبر العصور الماضية ويبدو أنها أهملت في بعض الأوقات وردمت أو جف  ماؤها ثم حفرت وبنيت جدرانها وفوهتها. وتسمى بئر عثمان. وتذكر بعض المصادر أن البستان المحيط بها كان وقفاً  للمسجد النبوي ويسمى أيضاً بستان عثمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق