الخميس، 24 سبتمبر 2009

السكان


تم نقل جميع المعلومات هنا من موقع مركز المدينة للبحوث والدراسات وذلك لكونه مرجعًا في كل ما يخص المدينة من دراسات ولتطمين الزائر الكريم بصحة المعلومة التي يقرؤها ، فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء .
السكان قديماًً :
تذكر المصادر التاريخية أن أول من سكن المدينة مجموعة من أحفاد نوح u، في الجيل السادس أو الثامن (من العماليق أو قبيلة عبيل) يقودهم رجل اسمه (يثرب)، نزلت في منطقة خصبة، كثيرة المياه، تحضنها جبال منيعة. ولانعرف شيئا عن عددهم، وربما كان لايتجاوز العشرات أو المئات القليلة. ثم تزايدت أعدادهم على مر السنين. ووفدت إليهم  مجموعات أخرى جاورتهم. وعندما شرّد الملك البابلي (بختنصر) اليهود وصلت أعداد منهم إلى (يثرب)، وتبعتهم مجموعات وقبائل كاملة في فترات متوالية من تشريدهم، آخرها في القرن الأول الميلادي. وأهم تلك القبائل: بنو النضير، وبنو قريظة، وبنو قينقاع. وقد استوطنت هذه القبائل في مناطق متجاورة غير بعيدة عن اليثربيين وكان  لكل قبيلة تجمع خاص بها، بعد ذلك وفدت قبائل الأوس والخزرج قادمة من اليمن، وتوزعت في بقية المنطقة، فكبرت (يثرب)، وصار سكانها مجموعات منوعة من الناس متوزعة بين المزارع وعلى ضفاف الأودية قرب الينابيع القديمة. وحدث تزاوج وتمازج محدود بين القبائل، وكان نادراً بين اليهود وغير اليهود، كما حصلت حروب طاحنة بينهم آخرها الحروب الطويلة بين الأوس والخزرج. 

ـ ويقدر عدد السكان في آخر فترة قبل الإسلام ما بين 12 ـ 15 ألف نسمة على امتداد المنطقة. ولما هاجر المسلمون الأوائل من مكة إلى المدينة تغيرت المعادلة السكانية، ومرت بمراحل مد وجزر، إذ وفدت إليها مجموعات قبلية و أفراد من مكة والبادية، وكان صلى الله عليه وسلم أجلى عنها من بقي من اليهود، ويقدر عدد سكانها أيام وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثين ألفاً.
ـ وخلال العهد الراشدي خرجت مجموعات كبيرة إلى حروب الردة والفتوحات، واستشهد كثيرون منهم وأقام آخرون  في المجتمعات الإسلامية الجديدة في الشام والعراق ومصر، مما أنقص عدد السكان عدة آلاف.
ـ وفي العهد الأموي عُمّرت أحياء جديدة لاستيعاب الأعداد الوافدة التي ساوت أعداد قاطني المدينة أواخر العهد النبوي إن يزد قليلاً، ولا نملك إحصاءات دقيقة.
ـ وفي العهد العباسي بدأ عدد السكان يتناقص تدريجياً، إذ يقدر وقتها بثلاثة آلاف تقريباً، كما يستدل من السور الذي بني حول المدينة في منتصف القرن الثالث الهجري والسور الذي بني في القرن الرابع وكان ذلك الضمور نتيجة كثرة الفتن، واضطراب الأحوال الأمنية، والفتن الكثيرة التي ظهرت، وسوء الأحوال الاقتصادية يومها.
ـ وفي القرن السادس ازداد عدد السكان، ولم تعد تتسع لهم المنطقة المحصورة داخل السور، وبنى لهم نور الدين زنكي عام 558 هـ سوراً ثانياً طوله أكثر من ضعف السور الأول، مما يدل على أن عدد السكان قد زاد على ستة آلاف نسمة.
ـ وبعد ذلك تقلب عدد سكان المدينة بين زيادة ونقص، تبعاً للأحوال الأمنية والاقتصادية، ولكنه هبط في أوائل القرن العاشر إلى ثلاثة آلاف تقريباً، ثم ازداد في العهد العثماني، ووصل في القرن الثالث عشر إلى عشرين ألف نسمة تقريباً.
ـ وفي القرن الرابع عشر الهجري ازدهرت المدينة عندما وصلها الخط الحديدي الحجازي، ووصل عدد سكانها إلى ثمانين ألفاً، لكنه عاد وانخفض انخفاضاً حاداً عندما قامت الحرب العالمية الأولى، وأجبر معظم أهل المدينة على الخروج منها حتى لم يعد فيها من أهلها إلا العشرات بسبب الصراع بين العثمانيين والهاشميين، وأجبر فخري باشا ـ الحاكم العثماني ـ معظم أهلها على الرحيل ليقاوم خصومه حتى لم يبق منهم سوى عشرات الأفراد.
ـ ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى وخروج العثمانيين عاد إلى المدينة عدد من أهلها، واستقر الباقون في الأماكن التي هاجروا إليها.
ـ وعندما بدأ العهد السعودي أخذت المدينة بالنمو والازدهار، وارتفع عدد السكان تدريجياً، وعاد إليها كثيرون من أهلها المهاجرين، ووصل العدد في عام 1391هـ إلى 137 ألف نسمة، وبدأت القفزات الواسعة في أعداد السكان.
السكان حالياً :
شهدت المدينة المنورة ـ وسائر مناطق المملكة العربية السعودية ـ تطوراً وازدهاراً كبيرين في العقود الثلاثة الأخيرة، وتضاعف عدد سكانها عدة أضعاف، فبلغ حسب إحصاءات عام 1413هـ 608 ألف نسمة ينتمون إلى قبائل وأعراق مختلفة، بعضهم من أهل المدينة المقيمين فيها منذ قرون طويلة، وبعضهم من الوافدين إليها من أنحاء  المملكة، وبعضهم من القادمين من البلاد العربية والإسلامية للعمل، ويتوزع السكان في ثلاث دوائر عمرانية مركزها المسجد النبوي الشريف، ومحيطها الأخير خلف جبل أحد شمالاً وذي الحليفة (آبار علي) غرباً وسد بطحان جنوباً والعاقول شرقاً.
ونتيجة للتطورات العمرانية توزع السكان على أحياء المدينة وتغيرت الكثافة السكانية فيها فتضاعف في الأحياء الداخلية حول المسجد النبوي بسبب إعادة عمران المنطقة، والتوجه نحو تأمين مناطق سكنية وتجارية تخدم الزوار فيها، وازدادت في المناطق التالية: قربان، وقباء، والحرة الشرقية، والحرة الغربية، إلخ...، وفي أطراف المدينة مثل آبار علي، ومنطقة العاقول، ومنطقة سيد الشهداء.
وإضافة إلى المقيمين الدائمين في المدينة يفد إليها أعداد كبيرة من الزوار في المواسم، وخاصة في رمضان وذي الحجة، ويبلغ عددهم عدة مئات من الآلاف، يمكثون فيها أياماً وأسابيع قليلة ثم يعودون إلى بلادهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق