الخميس، 24 سبتمبر 2009

الجبال


تم نقل جميع المعلومات هنا من موقع مركز المدينة للبحوث والدراسات وذلك لكونه مرجعًا في كل ما يخص المدينة من دراسات ولتطمين الزائر الكريم بصحة المعلومة التي يقرؤها ، فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء .
جبل أحد :
من أهم المعالم الطبيعية في المدينة وأظهرها، ويمتد أحد كسلسلة جبلية من الشرق إلى الغرب، مع ميل نحو الشمال، في الجهة الشمالية من المدينة، ومعظم صخوره من الجرانيت الأحمر، وأجزاء منه تميل ألوانها إلى الخضرة الداكنة والسواد، وتتخلله تجويفات طبيعية تمسك مياه الأمطار أغلب أيام السنة، لأنها مستورة عن الشمس، وتسمى تلك  التجويفات (المهاريس). ويبلغ طول جبل أحد سبعة أكيال، وعرضه ما بين 2-3 أكيال، ويبعد عن المسجد النبوي خمسة  أكيال تقريباً، وتنتشر على مقربة من جبل أحد عدة جبال صغيرة، أهمها: جبل ثور في شماله الغربي، وجبل عينين في  جنوبه الغربي. ويمر عند قاعدته وادي قناة ويتجاوزه غرباً ليصب في مجمع الأسيال.
ويرتبط اسم هذا الجبل بموقعة تاريخية وقعت في السنة الثالثة للهجرة وسميت باسمه (غزوة أحد) وكان ميدانها الساحة الممتدة ما بين قاعدته الجنوبية الغربية وجبل عينين الذي يبعد عنه كيلاً واحداً تقريباً ويسمى أيضاً (جبل الرماة). 


فقد زحفت قريش وحلفاؤها إلى المدينة لتنتقم من المسلمين وتثأر لقتلاها في غزوة بدر التي وقعت في السنة الثانية  للهجرة وتصدى لهم المسلمون في هذا المكان، ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الرماة على جبل عينين وأوصاهم  ألا يغادروه مهما كانت الظروف حتى يأتيهم أمره. ودارت المعركة ورجحت كفة المسلمين وبدأ المشركون بالهرب، وظن  معظم الرماة أن المعركة حسمت لصالح المسلمين فنزلوا من الجبل ولم يلتفتوا لنداءات أميرهم وتبعوا المشركين وبدؤوا  يجمعون الغنائم. وانتهز قائد فرسان المشركين خالد بن الوليد ـ ولم يكن قد أسلم بعد ـ الفرصة والتف بفرسانه بسرعة من حول الجبل وفاجؤوا بقية الرماة فقتلوهم ثم هاجموا المسلمين من خلفهم فتشتت صفوفهم واستشهد منهم سبعون ـ وكان منهم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ثم انسحب المشركون ودفن الشهداء  في موقع المعركة عند قاعدة جبل أحد بينه وبين جبل عينين، وقبورهم يزورها المسلمون أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي زارهم ودعا لهم.
ولجبل أحد مكانة كبيرة في نفوس المسلمين فقد وردت في فضله أحاديث عدة منها قوله صلى الله عليه وسلم : (إن أحداً جبل يحبنا ونحبه).

جـبل ثـور :
جبل صغير، يقع خلف جبل أحد من جهة الشمال، وهو الحد الذي يبدأ منه حرم المدينة شمالاً، ويمتد جنوباً إلى جبل عير، وذلك لقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم : (المدينة حرم ما بين عير إلى ثور). وقد وصفه بعض المؤرخين  بأنه مدور أقرب إلى الحمرة خلف أحد عن يساره. وقد شكلت لجان رسمية لتحديده بدقة من بين مجموعة الجبال المتقاربة في المنطقة.
جــبل ذبــاب :
جبل صغير أسود، يقع في الجهة الشمالية الغربية من المسجد النبوي، ويبعد عن سوره الحالي أقل من كيل، ولا يتجاوز  ارتفاعه عشرين متراً. ويروى أنه سمي بهذا الاسم نسبة إلى رجل من اليمن، قدم إلى المدينة وقتل بعض أهلها فقتل وصلب على بعض صخوره، وكانت الطريق الخارجة من ثنية الوداع الشامية تمر به فيراه الداخلون والخارجون. كما  أن الخندق الذي حفره المسلمون في السنة الخامسة للهجرة يمر من قاعدته الغربية. وتذكر بعض الكتب التاريخية أنه  ضربت قبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فوقه، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد راية لبعض الصحابة عنده، لذلك بني فوقه مسجد أثري صغير سمي مسجد الراية أو مسجد ذباب، وفي وقتنا الحاضر غطى العمران معظم الجبل، وأصبح المسجد الأثر الممميز للجبل.
جبل سلع :
يقع جبل سلع غربي المسجد النبوي على بعد خمسمائة متر تقريباً من سوره الغربي. يبلغ طوله كيلاً واحداً تقريباً، وارتفاعه 80 متراً، وعرضه ما بين 300 ـ 800 متراً، ويمتد من الشمال إلى الجنوب ويتفرع منه أجزاء في وسطه على شكل أجنحة قصيرة باتجاه الشرق والغرب. ويتكون الجبل من صخور بازلتية لونها بني داكن، ويميل إلى السواد في بعض المناطق. ولجبل سلع مكانة تاريخية  متميزة فقد وقعت عدة أحداث مهمة على سفوحه أو بالقرب منه، أهمها: غزوة الخندق التي تجمع فيها المشركون في جهته الغربية، وكان يفصل بينه وبينهم الخندق الذي حفره المسلمون في السنة الخامسة للهجرة، وكان سفح جبل سلع مقر قيادة المسلمين فقد ضربت خيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورابط عدد من الصحابة في مواقع مختلفة منه. وعند قاعدة الجبل سكنت منذ العهد النبوي قبائل عدة، وفي العهد العثماني أقيمت على قمته عدة أبنية عسكرية مازالت  آثارها باقية حتى الآن. وفي عصرنا الحاضر أحاط العمران بالجبل من كل ناحية، وصار جزءاً من حدود المنطقة المركزية للمدينة المنورة.
جبل سليع :
جبل صغير، يقع شرقي جبل سلع، تفصل بينهما منطقة صغيرة كانت تسمى (ثنية عثعث). سكن على سفحه وحوله بنو أسلم من المهاجرين. وقد بنى عليه بعض أمراء المدينة في العهد المملوكي (جماز بن شيحة 657 ـ 700) قصراً محصناً واتخذه مقراً له. وفي عهد السلطان العثماني سليمان القانوني امتد سور المدينة من خلفه وبنيت عليه بعض أبراج  السور والقلعة، وضمن التنظيمات الحديثة للمنطقة المركزية المحيطة بالحرم اقتطعت مساحات من قاعدته وسفحه وبقي  منه الجزء المرتفع ليدل على وجوده التاريخي.
جـــبل عيــر :
يقع جبل عير في المنطقة الجنوبية الغربية من المدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي ثمانية أكيال، ومتوسط عرضه سبعون متراً، وارتفاعه عن سطح البحر حوالي 955 متراً. وهو جبل طويل يمتد من الشرق إلى الغرب، وسطحه مستوٍ ليس فيه قمة لذلك سمي بجبل عير تشبيهاً له بظهر الحمار الممتد باستواء يبلغ طوله ألفي متر تقريباً، ويعد جبل عير الحد الجنوبي لحرم المدينة المنورة، وقد ورد في الحديث الشريف: (المدينة حرم ما بين عير إلى ثور).
 جـــبل عــينين :
جبل صغير، يقع قرب جبل أحد، وفي الجهة الجنوبية الغربية منه في المنطقة التي وقعت فيها غزوة أحد سنة ثلاث للهجرة. لذلك يسمى أيضاً جبل الرماة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع الرماة عليه قبيل الغزوة، وأوصاهم  أن يحموا ظهور المسلمين ويمنعوا تسلل المشركين من خلفه. يمتد هذا الجبل من الشمال إلى الجنوب مع شيء من الميل نحو الشرق وبقربه مجرى وادي العقيق، وهو قليل الارتفاع بني عليه في العهد العثماني مسجد صغير وبعض  البيوت وأزيلت مؤخراً، وقد تضاءل حجمه وارتفاعه حالياً بسبب ارتفاع مستوى الأرض المجاورة له بالطمي الذي كانت  تخلفه السيول من وادي العقيق، وبسبب تحسين المنطقة وشق الطرق حولها لذلك تبدو بقاياه اليوم دون ما كانت عليه من قبل. وقد دفن عدد من شهداء أحد بقربه من جهة الشمال.
 جماوات :
الجماوات ثلاثة جبال غير كبيرة تقع في الجهة الغربية من المدينة المنورة وعلى امتداد قسم من وادي العقيق، وكلمة جماوات جمع جماء، ومن معاني هذه الكلمة الشاة التي ليس لها قرون. ويروى أنها سميت بهذا الاسم لأن  قسمها العلوي ممتد وليس له قمة. وتتوالى هذه الجماوات من الغرب إلى الشرق مع ميل واضح نحو الشمال على  النحو التالي:
جماء العاقر، وتسمى أيضاً جماء العاقل، وهي أبعدها عن المدينة.
جماء أم خالد، وتقع شمالي جماء العاقر.
جماء تضارع، وهي أقرب الجماوات إلى المدينة، ويسمى السهل الذي يقع في قاعدتها ويمتد بمحاذاة العقيق (العرصة).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق