الخميس، 24 سبتمبر 2009

المدينة في العهد السعودي


تم نقل جميع المعلومات هنا من موقع مركز المدينة للبحوث والدراسات وذلك لكونه مرجعًا في كل ما يخص المدينة من دراسات ولتطمين الزائر الكريم بصحة المعلومة التي يقرؤها ، فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء .
المدينة في عهد الدولة السعودية الأولى (( 1220 ـ 1226 هـ ))
أرست الدولة السعودية الأولى دعائمها في نجد واتخذت الدرعية عاصمة لها، وتوجهت نحو الحجاز لإلحاقه بها وتخليصه من البدع والشركيات التي انتشرت فيه. وكانت وسيلتها الأقوى دعوة القبائل الحجازية إلى الدعوة السلفية، وتحويل من يتبعها إلى دعاة ومجاهدين، وإقامة مراكز لهم في القرى والمدن. وفي الوقت نفسه مواجهة قوات العثمانيين وشريف مكة (الشريف غالب) في معارك تهدأ حيناً وتشتد حيناً. ووصل رجال الدولة السعودية الأولى إلى الطائف وزحفوا إلى مكة، وانضم أفراد ومجموعات من أفخاذ قبيلة حرب إلى الحركة حول المدينة وبدؤوا يحاصرونها. وفي عام 1219هـ اشتد الحصار على المدينة، ولم يعد جنود الدولة العثمانية قادرين على حمايتها ووصلت أخبار انتصارات القوات السعودية في الطائف ومكة إلى المدينة، فازداد الشعور بالعجز عن المقاومة، ومال أهل المدينة إلى مفاوضة السعوديين وإنهاء الحصار.

وفي بداية عام 1220هـ اتفق أعيان المدينة على مخاطبة الأمير السعودي سعود بن عبد العزيز وبحث الصلح معه، وخرج وفد صغير من المدينة إلى الدرعية معه رسالة بذلك وقعها شيخ الحرم والقضاة وكبار الأعيان، والتقى بالأمير سعود واتفق معه على تسليم المدينة وتأمين أهلها وإنهاء البدع ومظاهر الشرك فيها، وعاد بالأمان ونفذت إجراءات الاتفاق في ربيع الأول عام 1220هـ واستقبل وجهاء المدينة القوات السعودية، وأعلنوا ولاءهم للدرعية، وأزيلت المزارات والقباب من فوق القبور، ومنعت البدع التي كانت رائجة من قبل مثل حفلات الذكر والموالد. ونعمت المدينة مقابل ذلك بالأمن والطمأنينة وتوقفت الغارات عليها، فقد تحول كثير من الغزاة وقاطعي الطريق إلى أتباع مخلصين للدعوة الإصلاحية، وتوقف الصراع على السلطة داخل المدينة وتولى مسعود بن مضيان الحربي إمارتها.ووصلت قوافل الزائرين سالمة مطمئنة إليها، وفرض عليها أن تتخلى عن السلاح، الذي لم تعد إليه حاجة، وعندما رفضت قافلة الحج الشامية (المحمل) عام 1221هـ التخلي عن سلاحها منعت من دخول المدينة وعادت أدراجها. وزار الأمير السعودي المدينة المنورة وأعاد تنظيم إداراتها تحت إمارة مسعود بن مضيان الحربي، وتوجهت الجهود إلى المحافظة على الأمن والاستقرار وتحقيق الرخاء ودعوة الناس إلى الأخذ بالمبادئ الإصلاحية وهجر البدع و الشركيات في حياتهم الخاصة والعامة. وعاشت المدينة في ظل الدولة السعودية الأولى ست سنوات من الطمأنينة، وتوافدت إليها قوافل الزوار، وتحقق الأمن، وازدهرت جوانب من الحياة الاقتصادية، ونشطت حلقات العلم في المسجد النبوي. وفي الوقت نفسه كان المسؤولون في العاصمة العثمانية استنبول في أقصى درجات الغضب، وغير قادرين على مواجهة السعوديين لانشغالهم بحروب أخرى في أوربا وأطراف الدولة العثمانية، لذلك توجهوا إلى واليهم على مصر محمد علي باشا وحثوه على إعداد حملة كبيرة لإعادة الحجاز إلى السلطة العثمانية والقضاء من ثم على الدولة السعودية الممتدة. وكان محمد علي باشا مشغولاً بفرض سيطرته الكاملة على مصر وإنهاء نفوذ المماليك تماماً. فلما تم له ذلك وشعر بالقوة استجاب لطلبهم ودافعه الأكبر توسيع نفوذه وإلحاق الحجاز وبقية الجزيرة العربية بدولته الناشئة في مصر.
 فبدأ تجهيز حملة ضخمة عام 1226هـ بقيادة ابنه طوسون باشا. اتجهت إلى ينبع وقضت على حاميتها السعودية. ثم تحركت باتجاه المدينة. أرسل الأمير سعود بن عبد العزيز جيشاً قوامه ثمانية عشر ألف مقاتل وثمانمائة فارس بقيادة ابنه عبد الله لمواجهة الجيش الغازي، والتقى الجيشان في منطقة وادي الصفراء على بعد 120 كم من المدينة في 17 ذي القعدة 1226هـ وحدثت معركة صغيرة بين طليعة جيش طوسون وفرقة من الجيش السعودي قتل فيها عدد من السعوديين، وانسحبت الفرقة إلى الوادي واستدرجت جيش طوسون باشا إلى كمائن وحشود سعودية محصنة انقضت عليه وفتكت بأربعة آلاف من أفراده ونجا طوسون باشا بأعجوبة وفر الباقون وتشتتوا.
آثار النصر على المدينة
ظن أهل المدينة أن الخطر زال عنهم فخرجوا إلى الحج والتقوا بقائد الدولة السعودية الأمير سعود بن عبد العزيز الذي أرسل إلى المدينة سبعة آلاف مرابط من أهل نجد واليمن لحفظ المدينة المنورة وعاد هو وابنه ورجاله إلى نجد ليواصل كفاحه ضد الخارجين عليه، ونعمت المدينة بالأمن شهوراً قليلة.
محمد علي باشا يعاود الكرة
لم يتزعزع محمد علي لهذه الهزيمة، وعدها مجرد معركة قد خسرها، ولذلك أعد حملة قوية أكبر من السابقة، وصمم على القضاء على السعوديين بكل وسيلة، فأمر قائده (بونابرته الخازندار) بجمع القبائل حوله، والاستعانة بهم، وإغداق الأموال عليهم، واستطاع بونابرته استمالة عدد منها بمساعدة الشريف غالب، وعلم الأمير سعود بنوايا محمد علي باشا، فتحركت القوات السعودية بقيادة ابنه عبد الله وقائده عثمان المضايفي إلى الحجاز، فعسكروا في وادي فاطمة قرب مكة متوقعين اتجاه الجيش الزاحف إليهم، ولكن بونابرته اتجه إلى المدينة بجموعه الغفيرة، ومدافعه القوية وحاصرها حصاراً شديداً لم يكن فيها سوى سبعة آلاف مرابط دافعوا عنها بضراوة واشتد الحصار، وقصفت المدينة بالمدافع وحصل قتال عند الأسوار وبعد عشرة أيام قرر طوسون باشا وقادته هدم جزء من السور ودخول
 المدينة منه فحفر نفقاً تحت السور وشحنه بالمتفجرات وتم تفجيره واقتحم المدينة من الثغرة الواسعة ودار قتال عنيف مع المرابطين الذين استبسلوا استبسالاً عظيماً وسقط منهم الكثير وتحصن الباقون وعددهم حوالي ثلاثة آلاف مرابط في القلعة وظلوا صامدين فيها عدة أيام، ثم اتفقوا مع طوسون باشا على الانسحاب وقد خلفت المعركة أربعة آلاف شهيد من المرابطين، وقبض طوسون ورجاله على أعيان المدينة، وعلى رأسهم حسن قلعي الذي أرسل إلى مصر مقيداً وأمير المدينة مسعود بن مضيان الذي أرسل إلى استنبول حيث قتل هناك وانتهى بذلك عهد الدولة السعودية الأولى في المدينة المنورة.
مرحلة محمد علي باشا (( 1226 ـ 1256 هـ ))
بدأت المدينة عهداً جديداً تتبع فيه سلطة محمد علي باشا، وقد أصبح ابنه طوسون أميراً عليها، فأعاد تنظيم الإدارات، ورمم السور والقلعة، وعادت الحياة إلى المدينة كما كانت من قبل، وعاد الأغوات إلى المسجد النبوي، وعادت القباب والبدع والعادات والتقاليد المستحدثة في العصور المتأخرة مرة ثانية، ثم جاء محمد علي إلى الحجاز عام 1229 هـ، وشدد الحملات على السعوديين وقبض على تجارة الحبوب واحتكرها لنفسه مما أثر على الحياة الاقتصادية في المدينة والحجاز كله فارتفعت الأسعار وضاق الناس وأصبحت المدينة مركز قيادة تخرج منها الحملات إلى القصيم ونجد لقتال السعوديين، وفي رجب عام 1230 هـ عقد طوسون باشا صلحاً مع عبد الله بن سعود لوقف القتال وتأمين الطرق للحجاج والتجار فنعمت المدينة بهذا الصلح وكثر عدد الزائرين وعادت التجارة إليها ثانية. ألغى طوسون باشا تسمية الإمارة واستعاض عنها باسم المحافظة، وأنشأ مجلس شورى للمحافظة يضم كبار الموظفين والأعيان، وقد استتب الأمن في المدينة وبعدها عاد طوسون باشا إلى مصر تاركاً فيها قيادة الجيش والحامية الكبيرة لضباطه.
وفي عام 1231 هـ وصل إبراهيم باشا على رأس حملة كبيرة مجهزة بجميع الأسلحة والعسكريين الفرنسيين ليضم نجداً، ويقضي على الدولة السعودية، وصل المدينة وظل فيها إلى بداية عام 1232هـ وعمل على تجميع القبائل حوله واستمالتهم بالأموال وتجنيدهم وأصبحت المدينة مركز قيادة ومؤنة للجيش وتحرك بالجيش إلى الحناكية وانتصر على السعوديين وما لبث أن استسلم عبد الله بن سعود في جمادى الأولى 1233هـ حيث أرسله إبراهيم باشا وعدداً من أفراد عائلته إلى مصر ومنها إلى استنبول حيث قتل فيها، وبدأ إبراهيم باشا بإعادة القباب إلى البقيع ورمم المسجد النبوي وأنشأ (تكية) كبيرة لتوزيع الأموال والطعام على الفقراء ثم رحل عنها بعد أن عين حسن بك محافظاً للمدينة وعاشت المدينة زمناً في أمن وهدوء وبلغ من قوة جيشها أن القبائل كانت تستعين به على مهاجمة القبائل المعتدية عليها.وفي عام 1254هـ عادت بعض القبائل إلى التمرد وقطع طرق التجارة فعاد الخوف والصراع إلى المدينة فعاشت فترة من الصراع الدامي فقطعت التجارة وارتفعت الأسعار وأصبحت القبائل تهدد المدينة ولكن التهديد لم يبلغ أسوارها.وتكالبت الدول الأوربية للقضاء على قوة محمد علي باشا فعقدت معاهدة عام 1256هـ تنص على حصر سيادة محمد علي في مصر ومنحه ولايتها بصورة وراثية وأراد محمد علي أن يسحب قواته بسلام فبدأ بسحبها من المدينة المنورة ومهد لها الطريق والسفن التي تحملها إلى مصر وساعده على ذلك الشريف محمد بن عون  حيث قام بضرب القبائل وتسكينها ليؤمن الطريق لقوات محمد علي ومكث في المدينة عدة أشهر لتأمين رحيل القوات المصرية وجاءت قوات عثمانية فتسلمت المدينة وأعادتها إلى سلطة الدولة العثمانية وانتهى بذلك عهد محمد علي باشا.
المرحلة الانتقالية   " العهد السعودي الحاضر "
دخلت المدينة في ظل الدولة السعودية في التاسع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1344هـ عندما سلمها القادة الهاشميون بناء على اتفاق خاص مع الملك عبد العزيز، وقد تسلمها الأمير محمد بن عبد العزيز، وأقام فيها بضعة أيام، رتب خلالها الأمور الإدارية ثم تركها، ولحق بوالده، وعين إبراهيم السبهان وكيلاً للأمير محمد فيها يقوم بشؤونها. وقد شهدت المدينة المنورة تطورات متلاحقة، وعلى مراحل عدة مع التطور الذي شهدته المملكة العربية السعودية بعامة. ولقيت عناية كبيرة من رجال الحكم على توالي العقود.وفي بداية العهد السعودي أزيلت مظاهر البدع الشركية التي نمت أواخر العهد العثماني وخلال العهد الهاشمي وحظرت العادات المخالفة للسنة.وكان أهم ما كسبته المدينة خاصة ومدن المملكة الأخرى عامة، هو الأمن والأمان، فطالما اشتكت الطرق المؤدية لها من غارات بعض الأعراب واللصوص وقطاع الطرق، ولم تسلم المدينة نفسها من بعض الغارات، وقد تغير الحال نهائياً في العقود الأولى للعهد السعودي بفضل الخطة الحكيمة التي عالج بها الملك عبد العزيز مسألة الأمن، إذ ألزم القبائل القريبة من الطرق أن تتعاون في حمايتها، والبحث عن المفسدين وتسليمهم إذا كانوا منها والمسؤولية فردية وجماعية في آن واحد، ونجحت الخطة وتحول كثير من الذين امتهنوا قطع الطريق من قبل إلى حماة الأمن أو متعاونين مع الحماة. وقد ساعد على إنجاز هذه الخطة توطين القبائل المتنقلة وإرسال الوعاظ والدعاة إليها، وفتح أبواب التعليم والوظائف لأبنائها، فظهر تحول نوعي في المفهومات والسلوك، وتقدير للمسؤولية والخوف من العقاب الصارم وانتهى عهد الأتاوات وقطع الطريق واللصوصية.
التطور والازدهار
وتبع المرحلة الانتقالية تطور في جوانب الحياة الأخرى، حيث طويت صفحة المتغيرات السياسية واضطراباتها وتقدمت الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. أما الصفحة السياسية فقد جعل الكيان الجديد والكبير للدولة السعودية المدينة المنورة مركزاً حضارياً ودينياً بعيداً عن هموم القرار السياسي، وتركز القرار السياسي في أيدي المسؤولين عنه في العاصمة، ومركز الحكم، وانصرفت اهتمامات أهل المدينة إلى بناء حياتهم وتطويرها في التعليم، والزراعة، والتجارة، والصناعة، والعقارات، وخدمات الزائرين، والعلاقات الاجتماعية، والعبادة.. إلخ. وحدث التطور المدني على مراحل مواكباً التطور في المراكز الحضارية الأخرى في المملكة أو لاحقاً به. بدأ بطيئاً في العقود الأولى ومناسباً لمرحلة التأسيس التي مرت بها المملكة بعامة، ثم تسارع شيئاً فشيئاً واشتد في العقدين الأخيرين وصار قفزة كبيرة. فبعد أن تهيأت عوامل الطمأنينة والاستقرار بدأ النمو في الجانب الاقتصادي وتركز أول الأمر في التجارة والخدمات ثم الزراعة ثم الصناعة فتضاعفت المحلات التجارية وتنوعت بضائعها وتحول بعض التجار إلى مستوردين أو وكلاء عامين في المنطقة لكثير من المنتجات المستوردة.
وشهدت مواسم الزيارة المتعددة ازدهاراً في الحركة التجارية بعامة أدى إلى ظهور أسواق عدة تركزت حول المسجد النبوي ثم امتدت إلى طريق قباء الصاعد والنازل، ثم امتدت إلى الأحياء القريبة ومناطق التجمع السكاني الأخرى، وأخيراً ظهرت مراكز تجارية كبيرة تتوزع في جهات المدينة الأربعة.وفي ميدان الخدمات نشطت الإنشاءات الفندقية والمطاعم وتركزت حول المسجد النبوي الشريف ثم اتسعت دائرتها وامتدت إلى الشوارع التالية بعد أن تضاعفت أعداد الزائرين وخاصة في المواسم.
وفي ميدان الزراعة زحف العمران إلى البساتين التي كانت تتخلل أحياء المدينة الكبرى أو تلاصقها، واختفت فيها غابات النخل الكثيفة ومزارع الخضروات والعنب.. ولكن ظهرت عوضاً عنها مزارع كبيرة في أطراف المدينة وظهرت البيوت البلاستيكية التي تنتج الخضروات على مدار السنة ووافقها مداجن حديثة ضخمة تقدم سنوياً أطناناً من لحم الدجاج والبيض الطازج.
وفي ميدان الصناعة تطورت الورش الصغيرة وتحولت إلى ورش كبيرة أكثر تقنية.. وظهرت مصانع كثيرة لتعبئة التمور و لإنتاج اللوازم المنزلية البلاستيكية والطوب الأحمر وتنقية المياه ومصانع الألبان وبعض الصناعات الغذائية كالحلاوة، ومشتقات الذرة. وفي المجال الثقافي شهدت المدينة تطوراً كبيراً في التعليم وأقيمت عشرات المدارس في مختلف المراحل وأنشئت الجامعة الإسلامية، وفتحت فروع لجامعتي الملك عبد العزيز والإمام محمد بن سعود بالمدينة فضلاً عن المعاهد والكليات التابعة لوزارة المعارف والرئاسة العامة للبنات وظهر جيل مثقف من الجنسين وأقبل على الوظائف وحصل عدد منه على أعلى الدرجات الجامعية، الماجستير، والدكتوراه، وتولوا مناصب عالية في مختلف الوزارات والجهات التعليمية.
وفي مجال العمران اختفت الأحواش والحارات الضيقة والبيوت الطينية القديمة وظهرت مباني جديدة عالية تتوافر فيها أحدث نظم البناء والراحة. كما ظهرت أحياء كاملة من مساكن العائلة الواحدة (فيلات) تحمل في واجهاتها تشكيلات جمالية رائعة تجمع بين التراث والمعاصرة. ووسع المسجد النبوي في توسعة أولى بدأت في عهد الملك عبد العزيز عام 1368هـ وانتهت في عهد الملك سعود في عام 1372هـ.
وفي العقد الأخير شهدت المدينة ملحمة عمرانية ضخمة مازالت امتداداتها مستمرة حتى الآن.. هذه الملحمة هي توسعة المسجد النبوي الأخيرة، وتشييد المنطقة المركزية المحيطة بها. فقد أمر خادم الحرمين الشريفين"الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله " بإحداث توسعة تاريخية جديدة للمسجد النبوي أضاف إليه اثنين وثمانين ألف متر مربع، وشّيد مبنىً جديداً للمبنى العثماني القديم بأحدث ما وصلت إليه تقنية البناء من آليات وأجهزة وتصميمات (راجع فقرة المسجد النبوي) وهدمت الأحياء الأخرى خلفه والتي كانت ضمن سور المدينة وأعيد تنظيم الأرض وبدأت تقوم عليها مجمعات سكنية تجارية ضخمة تستوعب عشرات الآلاف من الزائرين وتقدم لهم أرقى الخدمات وستشكل هذه المجموعات مجموعها أربعة أحياء تحيط بالمسجد النبوي من جهاته الأربعة وتعتبر مدينة متميزة من أحدث مدن العالم في تنظيمها وخدماتها ومظهرها الجمالي العام.
لقد قفزت المدينة المنورة في العهد السعودي الحالي قفزة واسعة عبرت بها عشرات السنوات من التقدم في جوانب الحياة المدنية كلها. ورعى هذه القفزة المسؤولون الأولون في الدولة والأمراء ووكلاء الأمراء الذين تولوا الإدارة وأشرفوا على التطوير والتنفيذ. وقد تولى إمارة المدينة ووكالتها حسب التسلسل الزمني كل من: الأمير محمد بن عبد العزيز، ووكيله إبراهيم السبهان. ثم الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز ـ 1405هـ، ثم الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز ـ 1405هـ ثم الأمير مقرن بن عبد العزيز وأخيراً الأمير عبد العزيز بن ماجد حتى وقتنا الحاضر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق