السبت، 29 أكتوبر 2011

طفولة قلب


انتهيت اليوم من قراءتي لكتاب " طفولة قلب " للدكتور سلمان العودة.
وهو يتناول السيرة الذاتية له .
يقع الكتاب في ( 580 ) صفحة من الحجم المتوسط عن مؤسسة الإسلام اليوم للنشر
الطبعة الثانية ، 1432هـ - 2011م .
الكتاب رائع وجدير بالقراءة تعرفت من خلاله على جوانب من حياة الكاتب ومعاناته وتجربته الشخصية المثيرة في السجن .
فقد ذرفت الدموع فعلاً مع الكاتب في مواقف مؤثرة لا يملك معها أي إنسان إلا أن يشارك الكاتب حزنه وألمه من ذلك ..

استقباله لابنه البراء وهو الذي ولد ووالده يقبع في السجن.

فقده لابنه عبد الرحمن الذي توفي في حادث سيارة ولم يتمكن من وداعه وتقبيله ورثاؤه بقصيدة من عيون المراثي يقول فيها ...
وداعا حبيبي لا التقاء إلى الحشر           وإن كان في قلبي عليك مثل لظى الجمر
صبرت لأتي لم أجد لي مخلصا             إليك وما من حيلة لي سوى الصبر
إلى أن يقول ...
تمنيت لو تغني الأماني نظرة                  إلى جسد ذاو يغرغر بالبهر
تمنيت حتى وقفة عند نعشه                ترد إلى نفسي الذي ضاع من صبري
تمنيت ما نالت ألوف توجهت              إلى ربها صلت عليك مع العصر
تمنيت كفا من تراب أسنها                 على قبرك الميمون طيب من قبر

استقبال والدته وأسرته له بعد الخروج .

والكتاب مليء بالإبداع والحكمة والبلاغة .
اقتطف لكم منه هذه المقاطع ..

يقول عن النجاح :
" ليس على طريق النجاح إشارات تحدد السرعة القصوى وليس ثمة مستحيل طالما صدق العزم ، وتم التوكل ، بيد أن طريق الفشل هو الآخر لا يتطلب أكثر من خور الإرادة ، وفقدان التخطيط " .

يقول عن التعامل مع الآخرين :
" كم هو ضروري ألا يطيح المرء ببناءات الآخرين ولو كانت في نظره متهالكة ، وألا يزدري جهودهم ولو كانت متواضعة ، وألا يبالغ في احتمال المسؤولية وإسنادها لنفسه ، كما لو كان يفترض أن يكون هو المنقذ الذي يختصر الزمن ويحرق المرحلة " .

ويقول بألم عند تذكره لأهله في بداية الغيبة :
" يا للغفلة كيف نسي أن يودعهم كما يجب ، كيف لم يشعر بضخامة وجودهم من حوله إلا حينما حالت بينهم وبينه السدود ؟
فبدأ يقرؤهم بصوت مرتفع " .

في الختام ... كم هو رائع أن نستفيد من تجارب ورؤى الآخرين كيف وصاحب التجربة دكتور سلمان العودة .
شكرًا ... دكتور سلمان على هذا الكتاب ولا عدمنا ... طفولة قلبك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق